لـ «الراب» و«الهيب هوب» مهرجان في بيروت. بعد أكثر من عشرين عاماً على ظهور هذا اللون في لبنان، وبروز العديد من الفرق، بعضها تستحق تجربته الوقوف عندها، شكّلت انطلاقة مهرجان «سكم ويك» الثلاثاء الماضي في فضاءات مختلفة من بيروت، منصّة فريدة، وخاصّة للاحتفاء بتجربة «الراب» اللبناني والعربي. ثقافة انتشرت في الثمانينات في أحياء الأفارقة الأميركيين، في أكثر من ولاية أميركية. ثقافة شاملة، من طريقة لبس ورقص، وغرافيتي وموسيقى وغناء وشعر تعبّر عن واقع تلك الأحياء بحلوها ومرّها.

حين رست هذه الثقافة في لبنان، بدايةً على شكل موجة مراهقين أو موضة موسيقية جديدة، لم تقدّم الفرق التي بدأت بالظهور في نهاية التسعينيات أي جديد. مجرد استنساخ للراب الأميركي، أو الفرنسي الذي ظهر حينها حديثاً على الخارطة العالمية. عبارة عن صفّ كلمات بالإنكليزية، والفرنسية وأحياناً بالعربية. لكن مع الوقت، ظهرت تجارب، أهمّ ما فيها صدق مؤدّيها، ومعايشتهم ما يكتبون ويغنّون. وهذا كان أساسياً في التجربة الأصلية، في أميركا، حيث يمكن الاطلاع عليها في سلسلة وثائقي Hip Hop evolution على «نتفليكس»، بالإضافة إلى عامل مهمّ، هو تطويع الإيقاع لمصلحة اللغة العربية أو اللهجة المحليّة لا العكس. «كتيبة 5» من مخيم برج البراجنة، و«الطفّار» من بعلبك الهرمل، و«سبع طقّات» من طرابلس، و«فريق الأطرش» و«ريّس بيك» من بيروت... قدّمت هذه الفرق مشاهد وصوراً حقيقيّة. أضافت نوعاً من المنافسة الجميلة على الساحة، وحصدت مستمعين من خارج جمهور هذا النوع. الأمور توسّعت وتنوّعت مع إصدار مازن السيّد/ «الراس» تجربة جديدة كلاماً وموسيقى بالتعاون مع جواد نوفل/ «مونما». بعد عام 2011، قدِم شباب «الراب» من سوريا إلى بيروت، ووجدوا أكثر من فضاء للتعاون والإنتاج المشترك، فخرجت أكثر من تجربة جديدة. وكان قد حصل ــــ وهذا هو المميّز في نشاط شباب الراب العربي ــــ تعاون بين لبنان وفلسطين والأردن في إنتاجات عبر المسافات. التراكم والتطوّر في التجربة، يستدعيان نظرة جديدة ومختلفة لـ «الراب» في لبنان وفي أكثر من بلد عربي. لذا، أراد منظمّو المهرجان إيجاد منصّة لما يرونه «وصولاً إلى نقطة غير مسبوقة من نوعية الإنتاج والانتشار الجماهيري». المبادرة انطلقت مع مازن السيّد (الراس) وناصر شربجي (تشينو)، بمعاونة ماغالي دويهي ومشاركة مجلة «معازف» التي افتتحت المهرجان بندوة في دار النمر حول «ردم الفجوة العملية في موسيقانا على المستويات، الإبداعية، الثقافية والمالية». كتب مازن السيّد على صفحته على فايسبوك حول مشاكل وعوائق كثيرة واجهها المنظمون، منها قرارات للدولة اللبنانية، حالت دون قدوم بعض المشاركين.
لكن هذا لن يمنع انطلاق النسخة الأولى من مهرجان الراب العربي «سكم ويك» مع: «الراس»، و«تشينو»، و«الساينبتك»، و«محراك»، و«الدرويش»، و«مسوخ»، و«عاصفة»، و«مقاطعة» و«عالخشب» (الليلة ـ توتا ـ مار مخايل)، و«موقف حيادي» (غداً ـ
KED ـ الكرنتينا) وغيرهم… مجموعة كبيرة من «الرابرز» العرب والضيوف توالوا على مدى ستة أيام من 27 آب (أغسطس) حتى الأول من أيلول (سبتمبر) في أكثر من فضاء وحانة في بيروت.

Beirut SCUM Week: حتى الأول من أيلول (سبتمبر) ـــ فضاءات مختلفة في بيروت ـ لمزيد من المعلومات، مراجعة صفحة النشاط على فايسبوك