من حقّي أن يكونَ لي، حيثما أقمتُ أو تَوَجَّهتُ، مَوطئُ قلبٍ، ومُلتَـجَأُ قلبٍ، ودربٌ سالكةٌ إلى ينبوعِ قلب.
مِن حقّي (كما يَليقُ بالدابّةِ الكريمةِ في هَناءةِ مِذودِها الكريم) أن أجلسَ إلى مائدةٍ عليها إناءُ ورد، وقَدحُ شرابٍ، وطبقُ طعامٍ (خالٍ مِن سمومِ الـمُـتَصَـدِّقين وضوضاءِ قَداديسِهم) مُزَيَّــنٌ بأوراقِ النعناعِ، ومُـطَـيَّـبٌ بأنفاسِ المحبّين... وضِحكةْ.
من حقّي ألاّ أحزنَ وأَتألّـمَ كلّما ألقيتُ نظرةً على خريطةِ هذه الأرضِ الأسيرةِ وفَكّرتُ: هو ذا مسقطُ حياتي ودمعتي ويأسي.
مِن حقّي، حين يعصِفُ بيَ الحنينُ ويَعِنُّ الجمالُ على بالي، أنْ أُطْـبِقَ أحلامي عليه وأقول: مُباركٌ أنتَ ومُـمَجَّد.
من حقّي أن أفرحَ، وأحبَّ حياتي، وأغتبطَ بنِعمةِ إقامتي فيها.
من حقّي، حين تَشتَـدُ على القلبِ ضائقةُ ظلامهِ ووحشته، أن أقولَ: الحنانُ وطنٌ، ودِيانةٌ، وضَرورة.
(من حقّي أنْ أحلم).
مِن حقي ألاّ أقولَ «شكراً!» لأحد، أيّاً كان ما يَستوجبُ الشكر.
من حقّي ألاّ أنامَ على خوف، وأفتح عينَـيَّ على خوف.
من حقّي ألاّ أستيقظ، كعادتي في كلّ صباح، على أخبارِ الحروبِ والجرائمِ وتقديرِ أعدادِ المذبوحين والمفقودين والثكالى.
مِن حقي، حينَ يكونُ لا مَهربَ من الوقوعِ في الموت، ألاّ أموتَ من الجوعِ أو الهلَعِ أو اليأسِ أو التعاسةِ أو مرارةِ الفقدان.
مِن حقّي ألاّ أكونَ مُضطرّاً، في كلّ آونةٍ وموضع، لأنْ أصرخَ مِن أحشاءِ قلبي وحنجرتي وعظامي: «مِنْ حقّي!...».
(من حقّي أن أحلم).
من حقّي، حين أُطِلُّ على بادِيةِ حياتي، أنْ أَحسدَ شقيقتي الدّابّةَ على أنّها لا تشغلُ بالَها باستظهارِ حقوقِها وواجباتِها...، وأقولَ : «اللّعنةْ!».
(نعم؛ من حقّيَ أنْ... أحلم).
ومن حقّي، قبلَ كلِّ هذا وهذا، وحالَما أسندُ رأسي على المخدّة
أن أبتسمَ في بالِ نفسي، وأقولَ:
كانَ نهاراً سعيداً.
7/1/2019
حقوقُ الدابّة...
مِن حقّي ــ وقد أُسقِطْتُ تحتَ سقف ــ أنْ أُواصِلَ العيشَ آمناً تحتَ سقفْ.