لِيَـكثُرْ علينا اللّيل ما شاءَ أنْ يَكثُر! ولِتَـضِقْ علينا الحياةُ ما طابَ لها أنْ تضيق!
نحنُ شعبٌ صابرٌ وعنيد.
إنْ كنتم قادرين على رؤيتنا، فها نحن هنا:
واقفون على رؤوسِ تِلالِ هذا الكوكبِ السقيم
نَشعلُ نيرانَ استِغاثاتِنا
ونرفعُ أسمالَ بيارقِـنا: حمراءَ، صفراءَ، زرقاءَ، ورديّةً...
ومُطَهَّـرَةً ممّا أَلَـمَّ بها مِنَ الدماءِ، والسُّـخّامِ، ودموعِ المظالِم.
أبداً! نحنُ لا نخافُ، ولا نَسأمُ، ولا يُدرِكنا اليأس.
سنظلُّ حيثُ نحن: صابرين، حالِمين، ومؤمنين بحتميّةِ النجاة.
ها هنا، حيثُ نحن (كأننا أسيادُ «نحنُ»، وأربابُ «نحنُ»، و وَرَثَـةُ «نحن»).
ها هنا، مِن الآن وإلى ما بعدَ الأبد:
نُـمَشِّطُ الآفاقَ والبحارَ بأَعيُـنِنا ومناظيرِ أوهامِنا
وننتظِرُ، بصبرِ الديدانِ وعِنادِ التُّيوس،
وصولَ بواخرِ المنقذين وسُعاةِ المحفلِ السماويّ
مُحَمَّلةً بأَجملِ الأكفانِ، وأَفخَمِ التوابيت،
وقَواريرِ الهواءِ الـمُترعةِ بـِحُــبَـيباتِ الأوكسجين الطازجة، وزُلالِ النور، وثاني أُوكسِيدِ الأمل.
25/12/2018