«إلى الأحفاد...»
: أوَ حقّاً أنّ ثماني سنواتٍ مضت؟
: مضت و مضتْ. ثماني سنواتٍ حسبَ تقويمِ الموت.
ثمانٍ حتى هذه الدمعةِ...؛ والظلامُ لا يزالُ على أَشُدِّه.
ثمانٍ مَدِيدات : عُمرُ بُـنَـيَّـةٍ صارتِ الآنَ في صفِّها الثالثِ (العمرُ المثاليّ للتَّدَرُّبِ على الخوفِ والدموعِ وحِياكةِ الكوابيسِ.. والأمل) بدونِ أنْ تَعرفَ (أنّى لها أنْ تعرف) أنّ الحياةَ قبلَها كانت غيرَ هذه الحياة، والناسَ غيرَ هؤلاءِ الناس، والأحلامَ غيرَها.
ثمانٍ مديداتٌ وعسيرات.لم تُكتَب فيها قصيدةُ حبّ، ولم تَخرجْ شهقةُ مَـسَـرّةْ، ولا احتُـفِيَ خلالَها بميلادِ نجمةْ.
لم تُقتَـرفْ ضحكةٌ، ولم تُرتَجَـلْ أُغنية، ولم تُختَـطَف قبلةٌ خلفَ دَرفَـةِ بابْ.
لم يُكَـلِّف أحدٌ خاطِرَهُ بإهداءِ وردةٍ لعروس
ولم يَقلْ أحدٌ لأحد (لم يجرؤ أحدٌ أنْ يقول):
«ما أسعدَ هذا النهار يا رفيقي!...».
لم... ولم...
■ ■ ■

ثمانٍ : ثماني ظلامٍ وهَلَـعٍ ودمْ.
ثمــااااانٍ؟... يا ويلاه!
: زمنٌ كافٍ لإثباتِ أنّ الحياةَ مُعضِلةْ
وأنّ الموتَ وحدَهُ كان يُمسِكُ بخيوطِ المصائرِ الطائشة
ويضبطُ، على هوى مِنجلِهِ ومخالبِه، حساباتِ التقويمِ البشريّ
الـمَرقومةَ، بلا عنايةٍ ولا رحمة،
في دفاتِرِ الرُّسُلِ، والصيارفةِ، والجزّارين.
28/7/2018