بين بيروت وبوينس آيرس، دار اللقاء في وزارة الثقافة في بيروت أمس، خلال المؤتمر الذي عقد بحضور وزير الثقافة اللبناني غطاس خوري، والسفير الأرجنتيني في لبنان ريكاردو لارييرا، والمنسقة الفنية نايلة تمرز. المناسبة هي الإعلان عن المشاركة اللبنانية والعربية في الدورة الأولى من «بينالي الجنوب» (البينالي الدولي للفنون المعاصرة في أميركا اللاتينية).
البينالي الذي انطلق أخيراً، يتخذ من 16 دولة حول العالم مساحة لعرض الأعمال، من بينها أبرز دول أميركا الجنوبية مثل الأرجنتين والأورغواي والباراغواي، وتشيلي، والبرازيل، والبيرو، وكولومبيا، وكوبا. وفيما يهدف البينالي إلى فتح فنون أميركا الجنوبية على العالم، وتعزيز الحوار تحت عنوان «الجنوب الكوني»، تتجاوز فعاليات الحدث المحيطات وحدود القارات لتطأ أفريقيا وآسيا والولايات المتحدة وأوروبا. هكذا شددت كلمة السفير ريكاردو لارييرا على أن ما يفشل العالم المعاصر في تقريبه اليوم، مع ازدياد الحدود والجدران الفاصلة، «يحاول الفن إعادة وصله مجدداً»، فيما ذكّر وزير الثقافة غطاس خوري بأن دعم مبادرة مماثلة هدفه تعزيز «الوجه الحضاري والثقافي للبنان».
من بين 350 فناناً مشاركاً من العالم، اختارت المنسقة الفنية نايلة تمرز ثمانية فنانين لبنانيين وعرب لتمثيل لبنان والشرق الأوسط. «الشعرية، والسياسة، والأمكنة» هو العنوان الذي يجمع أعمال ثمانية فنانين وفنانات من أجيال مختلفة، أعلنت تمرز أسماءهم خلال المؤتمر. تبدأ المشاركة اللبنانية مع الفنان الراحل صليبا الدويهي (1913 ــ 1993)، والشاعرة والفنانة إيتل عدنان، والفنانة ميراي قصار، وسينتيا زافين التي يشكّل الصوت والموسيقى ركيزة عملها الفني. في اختيارها حرصت تمرز على تنوّع التجارب والأجيال والأساليب، إذ جمعت أمزجة ووسائط مختلفة من الرسم والفيديو والتصوير والكتابة والموسيقى. المصوّر جيلبير الحاج سيشارك أيضاً، إلى جانب فنان الفيديو والمصوّر نديم أصفر، والفنانة متعددة الوسائط دانيال جنادري، والأردنية صبا عناب. ما يجمع هؤلاء الفنانين، بحسب تمرز، هو عيش جزء منهم بعيداً عن بلدانهم الأصلية، وبالتالي انفتاح أعمالهم وانشغالها بمفهوم المكان وتحديده «على ضوء إشكاليّة العولمة ونزع الحدود». يسعى المعرض إلى منحنا فهماً عما يحرّك عجلة الفن المعاصر في المنطقة محلياً وإقليمياً، إذ تتمحور الأعمال حول النزوح والهجرة التي تصنع حركة العصر الحالي، فيما لم يخل منها التاريخ الحديث للبنان والشرق الأوسط. تتقاطع هذه الفكرة إذاً مع رؤية البينالي الأساسية التي تدعو العالم بأكمله إلى أميركا الجنوبية، وستكون فرصة للقاء بين لبنان المعاصر وجالياته الكبيرة المنتشرة في أميركا اللاتينية. وفي موازاة معرض «الشعرية والسياسة والأمكنة» الذي ينطلق في 22 أيلول (سبتمبر) المقبل في «المتحف الريفي للفنون الجميلة» في الأرجنتين، ستقام في بيروت فعاليات ثقافية مختلفة من بينها طاولات مستديرة ومحاضرات وعروض أفلام تتطرق إلى تيمات النزوح والهجرة، وإيحاءاتها الشعرية، على أن يعلن عنها لاحقاً.

* «الشعرية والسياسة والأمكنة» ضمن «بينالي الجنوب»: ابتداء من 22 أيلول (سبتمبر) حتى 31 كانون الأول (ديسمبر) ــ «المتحف الريفي للفنون الجميلة» في الأرجنتين. http://bienalsur.org