لأنه ليس حشرةً، ولا دودةً، ولا شجرةً، حتى ولا قرداً مِن سلالةِ دارون؛ ولأنه عاجزٌ عن استعادةِ أصولِهِ الغابرةِ تلك، بل وحتى عن الحلمِ بالارتقاء إليها في مستقبلهِ الكونيّ؛لأنه ليس هذه ولا تلك:
الإنسانُ كائنٌ ميؤوسٌ منه.
كائنٌ بلا مصير.

كائنٌ مصنوعٌ من مادّةِ العدم، ومنذورٌ لضيافةِ العدم.
الإنسان: دعابةٌ سوداء.
25/1/2015

ورقة

تعبتُ. تعبتُ وفاضَ عنّي.
تعبتُ من الغضبِ، واليأسِ، والخذلانِ، والتَحَـبُّبِ، والكراهية، والصبرِ، ومراوغةِ الأمل.
تعبتُ, بحيث لم أَعدْ أرغب إلّا بأنْ أُمضيَ ما بقيَ من حياتي ــ حياتي المريضةِ الـمُمْرِضة ــ بدون أن أكون محتاجاً لأنْ أحلم بتدميرِ العالم، وتأديبِ جميعِ مخلوقاتهِ وبطاركتِهِ وقدّيسيه.
تعبتُ بحيث صرتُ أبغض (بل وأخشى) حتى مزاولةَ الأحلام.
تعبتُ من إصرارِ الأمواتِ على اقترافِ «البطولة».
تعبتُ من البطولة.
وتعبتُ من انتظارِ الطوفان.
25/1/2015