في 2012، شنّت المعارضة المسلحة هجوماً على دمشق، سُمّي «بركان دمشق»، تزامناً مع تفجير «خلية الأزمة». يومها، اشتد الزحف من ناحية «بساتين الصبّارة» الشهيرة في حي المزّة، وطال تلك «الحواكير». بعدما هدأت العمليات العسكرية، اتُّخذ قرار ضمني بإزالة البساتين خوفاً من أي تسلل قد يحصل من مدينة داريا المواجهة.
وبالفعل، طُوّقت المنطقة أخيراً وبدأ تحويلها إلى أبراج سكنية بذريعة «إعادة إعمار سوريا». هكذا، خرجت أصوات تندد بقتل رئة دمشق الأولى منذ كان حيّ المزّة عبارة عن بساتين واسعة، ورئتها الأخيرة بعدما اقتصر الخضار على بقع قليلة تسوّر الشام وتعتبر بساتين الصبّارة أهمّها. الانتقادات طاولت صمت الإعلام السوري عن تدمير جزء من تاريخ «عاصمة الأمويين»، في الوقت الذي يغضبه تدمير تراث تدمر على سبيل المثال!