لا شعار واضحاً لـ «معرض بيروت العربي الدولي للكتاب» هذه السنة. رهان الاستمرارية هو التحدي الأكبر وفق المدير العام للمعرض فادي تميم، الذي يبدو متفائلاً، في حين قد يكون مبكراً الحديث عنها اليوم. لكن الوضع السياسي والاقتصادي والهجمة السوداء (الثقافية ـ السياسية) المحيطة تستدعي الخوف، خصوصاً حين يكون الكتاب هو المستهدف الأول. هذا الخوف سيبدو مبرراً، عندما يُقارن أحد الحاضرين خلال مؤتمر إعلان المعرض أخيراً بين «معرض بيروت» و«معرض الشارقة» لناحية التطوّر.
وحين يصل الفارق إلى 20 سنة بين المعرضين، سنتيقّن من أن معرض بيروت وقف مكانه. لقد قطع الفترة التأسيسية بسنوات عديدة، مع ذلك، ما زالت هناك إشكاليات كثيرة عالقة حول التنظيم الروتيني، ودور النشر الجديدة، وكيفية الإجابة على الأسئلة الراهنة. إشكاليات قد تكون وحدها كافية، إذا ما نظر إليها بجدية، لتحدث فارقاً بين فعاليات معرض عربي دولي، وبين أي سوق أخرى للكتب. ربما، لا مجال للمبالغة في الطموح، وسط هذه الظروف. «يكفي الاستمرار» إذاً، خصوصاً «أن معظم المعارض الأخرى، وراءها دول لا مؤسسات»، بينما «تشارك وزارة الثقافة اللبنانية في الاسم لا في الدعم». تحت عنوان «معرض أعرض من معرض» السنة الماضية، وصل عدد المشاركات اللبنانيّة إلى 210 و55 عربية. أما هذه الدورة التي تنطلق اليوم وتستمر حتى 11 كانون الأول (ديسمبر)، فقد تراجع عدد الدور المحلية إلى 167، و56 من الدول العربية مع حضور سوري لافت. هناك غياب عن الأسئلة الكبرى التي تواجهنا اليوم، وتواجه مصير الكتاب العربي بشكل عام. يبدو التمسّك بالماضي عبر استحضار وجوه تنويرية وثقافية كالشيخ عبدالله العلايلي، والفنان نصري شمس الدين، وبدر شاكر السياب، وآخرين غادرونا هذا العام كالسيد هاني فحص، والشاعرين أنسي الحاج وسميح القاسم، هو الطريقة الوحيدة لمقاربة الأسئلة الراهنة، والتصدي لأي خطر.
«دار الفارابي» تجري
حسماً يصل إلى 90%


تخصّص «دار الساقي» هامشاً كبيراً لأدب الطفل. ترتكز أبرز أنشطة الدار هذه السنة حول أدب الطفل، أكان لناحية التواقيع أو القراءات مع طلاب المدارس. كذلك سيضاف إلى اسم فاطمة شرف الدين وسمر براج هذه السنة اسمان آخران هما رانيا الحاج ورولا الحص، اللتان ستقرآن قصصاً للأطفال أيضاً. توقع الكاتبتان «الحيوانات أيضاً تنام» و«أنزعج كثيراً» (الساقي ــ 7/12ــ س:17:00)، أما سمر محفوظ براج فتوقّع «خطّ أحمر» و«سلسلة وسيم» (الساقي ــ 29/11 ــ س: 16:00) بحضور الرسامة منى يقظان. من ناحية أخرى، تحافظ الدار على إصدارات الأسماء الكبيرة كعباس بيضون وعبد الباري عطوان وحسن داوود وحازم صاغية وهيفا بيطار. دار «هاشيت أنطوان ــ نوفل» التي أصدرت في المعرض الحالي باكورة غيداء طالب «كل عام وأنت حبي الضائع» (29/11 ــ س: 16:00)، تواصل رهانها على الشباب، وتصدر الرواية الثانية لكل من الزميل أحمد محسن («وارسو قبل قليل» ــ 29/11 ــ س:18:00)، ومناف زيتون («طائر الصدى» ــ 30/11 ــ س: 17:00). وتعيد إصدار مجموعة أعمال لكل من سلام الراسي ونزار قباني. «من المهم أن نعيد إصدار أعمال لشخصيات كهؤلاء بطريقة حديثة، على صعيد الشكل، لتقريبها من جيل اليوم» تقول المحررة في الدار رنا حايك.
البحث عن الأصوات الجديدة أيضاً تشكّل أولوية بالنسبة إلى مديرة «دار الآداب» رنا إدريس التي تؤكّد تفاؤلها الدائم بمعرض بيروت. أصدرت الدار هذه السنة ثماني روايات أولى من «محترف نجوى بركات» إلى جانب إصدارات في الترجمة والرواية والشعر لفواز طرابلسي وحنان الشيخ ونزيه أبو عفش، الذي تقيم ندوة حول كتابه ضمن المعرض أيضاً (8/12).
ثمة موقف واضح للكاتبة والناشرة في «دار الجديد» رشا الأمير من المعرض. «الوجوه باتت معروفة في المعرض»، كذلك النشاطات والدور. لا تصدر الدار حالياً أي كتب، مع ذلك تحضر في المعرض. «لدينا ثلاثة أسماء هي عبدالله العلايلي وأنسي الحاج وإنعام كجه جي، ونؤكّد ضرورة قراءة كتبهم والتذكير بها». وفي حين لم تنجح اقتراحاتها لانتشال المعرض من روتينيته، وجدت الأمير أن تنفّذ أفكارها في جناح «دار الجديد». هكذا، تستضيف في جناحها «دار البرزخ» الجزائرية، و«جمعية أمم للتوثيق والأبحاث»، و«دار الفيل» الفلسطينية، و«دار العين للنشر» المصرية، كما استطاعت «دار الجديد» احتضان «مكتبة وديع فلسطين» للصحافي والمترجم المصري وديع فلسطين. من جهتها أصدرت «دار الفارابي» حوالى 210 كتب هذه السنة، من بينها مؤلفات لكتاب جدد «نقدّم لهم تسهيلات كثيرة»، فيما تراوح نشاطاتها بين 30 توقيعاً وندوة. يقول المدير العام للدار حسن خليل إنّ الدار «ستجري حسماً، بمناسبة المعرض بين 40 و90%». كما ستقيم احتفالاً بمناسبة حصولها على «جائزة أفضل دار نشر عربية» في معرض الشارقة. وبعيداً من الدور المكرسة التي اعتدنا مشاركتها في المعرَض، تشارك «أشكال ألوان» للمرة الأولى في المعرض. الفضاء الثقافي والدار التي أصدرت حوالى 14 مؤلفاً في الفن والنقد منذ عام 2002، تعتزم المشاركة كل سنة، لأن «ما نعمل عليه يتوافق مع سياق المعرض» تقول مسؤولة المكتبة في «أشكال ألوان» جسيكا خزريق. وفيها سيوقّع الكاتب وضاح شرارة كتابه «العراق مثالاً وحنا بطاطو دليلاً» (30/12 ــ س: 17:00)، ويوقّع فادي الطفيلي «اقتفاء أثر».