جويس منصور

يجمع كتاب «قصص مؤذية» (منشورات المتوسط) جميع الأعمال النثرية للكاتبة والشاعرة المصرية الفرنسية الشهيرة جويس منصور (1928-1986)، التي كانت قد انخرطت في الحركة السريالية في باريس، وأصبحت من أبرز شاعراتها. يتضمن الكتاب خمسة أعمال هي: «الراقدون الراضون»، «يوليوس قيصر»، «زرقة الصناديق» (مسرحية)، «الذي/التي»، و«قصص مؤذية». يشتمل الكتاب على دراسة مُطوّلة وضعها المترجم محسن البلاسي عن الشاعرة ومُقدِّمة كتبها الشاعر الفرنسي بيار باتيو. يمتاز الكتاب بعوالمه الغريبة والمفزعة التي تصدم القارئ في كل جملة تقريباً، حيث يتناول مواضيع مثل القتل والتشنيع والإثارة، وأيضاً الحب والقيم الأخلاقية. تحتوي الحوارات على مزيج يشبه المحادثات بين مصاصي الدماء تارة والعشاق طوراً. تُضفي الخلفية السريالية التي انطلقت منها الكاتبة أجواءً متصادمة وعنيفة على جميع نصوصها. أما الشخصيات في الكتاب، فهي متشظية وفصاميّة وكارهة، والعلاقات متحلّلة.

مركز دراسات الوحدة العربية


يستمر «مركز دراسات الوحدة العربية»، بالتعاون مع «معهد استوكهولم لأبحاث السلام الدولي» (سيبري) منذ عام 2003، في إصدار النسخة العربية من كتاب «التسلح ونزع السلاح والأمن الدولي». هذا العام، يتناول الكتاب أبرز الأحداث المتعلقة بالحروب والنزاعات المسلحة ومشكلات التسلّح حول العالم، كما يعرض عمليات نزع السلاح واتفاقيات السلام والهدنة التي تحدث في المناطق التي تشهد حروباً أهلية أو نزاعات بين الدول، فضلاً عن تناوله الكوارث الطبيعية والمخاطر التي تُهدّد الأمن العالمي. يُغطّي الكتاب قضايا التسلّح والنزاعات المسلحة وقضايا جائحة كورونا والتغيّر المناخي في عام 2021 وفي الأشهر الأولى من عام 2022؛ وتتناول فصوله تلك التطورات في مختلف قارات العالم وبلدانه، خصوصاً عمليات السلام التي حصلت بين الدول والأقطاب المتنازعة في بعض المناطق.

فكري فيصل


تعدُّ رواية «حديث القاهرة» (دار ببلومانيا ـ القاهرة) للروائي المصري فكري فيصل جزءاً من مشروعه الروائي الطويل، فهي تُكمل مجموعة رواياته السابقة «قصة غرناطة» و«هيباتيا» و«ملحمة بوابة المتولي». تنقلنا الرواية إلى المستقبل البعيد، بعد مرور قرن، حيث تبدأ أحداثها المثيرة بكارثة هائلة ضربت الأرض، مغيرةً معالم العالم كما نعرفه تماماً. تترافق هذه الأحداث المستقبلية مع سرد قصة كاتب مصري يستعيد ذكريات شبابه وما شهدته تلك المدة من أحداث جسام في المنطقة العربية. رغم تبدُّل العالم بشكل جذري، إلا أن طبيعة البشر لم تتغير، فظلت النفوس البشرية تتنازعها المشاعر الإنسانية الأزلية؛ الحب، والأمل، وبقايا الماضي تطلق رواية «حديث القاهرة» تحذيراً للبشرية بضرورة التعقل والتروي، حتى تصبح الأرض مكاناً يتسع للجميع، يعيشون فيه بسلام بعيداً عن العنصرية والكراهية. وفي الوقت نفسه، تغوص في أعماق السرديات الكبرى للوجود البشري، مستكشفةً معاناة النفس واغترابها الدائم.

نبال تيسير الخماش


يُقدّم الباحث الأردني نبال تيسير الخماش في كتابه «الذاكرة المغيبة- دراسة في السلوك السياسي للمجتمع الفلسطيني بشهادة أبنائه» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) دراسة شاملة للسلوك السياسي للمجتمع الفلسطيني خلال مدة حرجة من تاريخه ما بين الحربين العالميتين، مستنداً إلى يوميات أفراد عايشوا تلك المدة ومذكراتهم. يُوضح الخماش أن الهدف من هذه التدوينات هو الحفاظ على الذاكرة الجمعية وتبليغها للأجيال اللاحقة، خوفاً من ضياع الحقيقة أو تزييفها، ويعتبر هذه الأعمال اعترافاً واعتذاراً للأجيال اللاحقة عن أوجه التقصير من قبل السياسيين وقادة المجتمع في ذلك الوقت. يعتمد الكتاب على 49 مصدراً ذاتياً تشمل مذكرات شخصية، ويوميات، وسير ذاتية، ما يُعطي للشهادات أهمية خاصة وزخماً. تعتبر الشواهد النصية العمود الفقري للكتاب، حيث تعكس سلوك المجتمع الفلسطيني في تعامله مع قضيته الوجودية، ويعتمد الخماش في تحليلها على منهج بحثي دقيق.

حسن أوريد


يشكّل كتاب «إغراء الشعبوية في العالم العربي» (دار هاشيت/نوفل) للباحث المغربي حسن أوريد، مستندﴽ مهماً للقارئ العربي أينما كان، لما يُقدِّمه من معلومات سياسية ونظرية، تاريخية وآنية، حول العرب، ماضيهم ومآلاتهم، وما يلوح في مستقبل وجودهم وديناميات حضورهم على الساحة الدولية. يناقش الكاتب مسألة استنفاد العالم العربي للسَّرديّات الجامعة، من قوميّة عربيّة، إلى إسلامٍ سياسي، فانتشاءٍ خلال الربيع العربي ثم إخفاق مرير وصولاً إلى سراب الشعبويّة. يطرح الكاتب تساؤلات عن ماهية العلاج لهذا الداء وكيف انتقلت المجتمعات العربية من رمضاء التشوه السياسي والكساد الاقتصادي، والتدهور الثقافي، إلى نار الشعبويّة. يخشى أوريد أنّ لا بديل يلوح في أفق العالم العربي، سوى السلطويّة المتلفّعة بلبوسٍ شعبوي التي ستقود الجماهير إلى حتفها المحتوم.

مصطفى تاج الدين الموسى


يضمُّ كتاب «أغاني أخينا الكبير» (دار خطوط وظلال) للأديب السوري مصطفى تاج الدين الموسى مجموعة قصص اختيرت من المجموعات القصصية الست التي طُبعت للموسى بين عامي 2012 و2019، وضمّت 300 قصة قصيرة. تُعدّ هذه المجموعة المختارة مشروعاً أدبياً متميزاً يُجسِّد تجربة الكاتب الإبداعية عبر ست محطات، ويترجم كدحه السردي المُكثف والمتأثر بتجربته الوجودية الحارقة. يتطلع المشروع إلى آفاق نصية وخيالية جديدة، مستعصية على الذوق التقليدي السائد حالياً. يبدو الكاتب في قصصه كعالم آثار حكائي قادم من المستقبل، يصطاد الأشياء الصغيرة في الحياة التي لا يلاحظها الآخرون، ويحفر الألواح الطينية التي تحمل مصائر الشخصيات والأماكن والأحلام. تتميّز هذه المختارات بأجوائها الكابوسية والساخرة والحزينة، حيث سنندفع سريعاً إلى قصر «المينيتور»، ثم نستمع لأصوات غناء خادعة، ولكنها في حقيقتها ألغاز مُعقّدة تُجسّد عالمنا المعاصر المتشظي.