محمود محمد علي

صدر للباحث المصري محمود محمد علي كتاب بعنوان «العقلانية النهضوية في المنجز الفكري لماجد الغرباوي» (دار العارف ـ بيروت)، يتناول أفكار الباحث ماجد الغرباوي وأعماله وعلاقتها بمدارس الفكر الحديثة كالسيمياء والسوسيولوجيا والتفكيكية وغيرها. يناقش الفصل الأول المعنون «العقلانية النهضوية» موضوع المرأة والتجديد في الإسلام ودور العقل التراثي في حالة التخلّف والتخبط التي تمر بها الأمة في كل مستوياتها، ولا سيما المجالين الأكثر حساسية وإلحاحاً، وهما الأمني والسياسي. يتابع الفصل الثاني (العقلانية والتجديد) موقع الغرباوي بين المفكرين العرب التنويريين والراديكاليين. أما الفصل الثالث (قراءة في منجزه الفكري)، فيناقش أعمالاً سابقة عن الغرباوي ويُفنّدها باستخدام التحليل والشرح والرد. ينتمي العمل لكتابات ما بعد الحداثة حيث لا يتبع بناءً محدداً، ويتميز باهتمامه بفلسفة الدين ويرى أنّ التشريع قضية مفتوحة للاجتهاد.

أحمد تيمور باشا


يتقصّى كتاب «الحب والجمال عند العرب» (دار «أقلام عربية» في القاهرة ــ طبعة ثانية) للأديب والمؤرخ المصري أحمد تيمور باشا (1871-1930) موضوع الحب والعشق في التراث العربي القديم. يستعرض صفات الحب وأغراضه وأنواعه، ويتناول مختارات وطرائف، مما قيل في العشق والجمال والغزل. يستهل المؤلف الكتاب باستعراض أشهر تعريفات الحب عند الشعراء والفلاسفة والخلفاء، ثم يقدّم نماذج من روائع الشعر الغزلي مثل «فائية» الشاعر ابن الفارض. كما يورد أمثالاً وحكماً قديمة تراوح بين المديح المبالغ للمرأة والتحذير من خطرها. يروي المؤلف وقائع تاريخية شهيرة تُجسّد الخط الفاصل بين الحب الصادق والطمع المادي، عبر قصة الشاعر أبي العتاهية وامتحانه من قبل جارية الخليفة «عتبة»، ليخلص في النهاية إلى أنّ الحب لا يقبل الاستغناء عنه بأي ثمن. من الجدير بالذكر أن تيمور باشا لم يستثنِ أحداً من تأثير الحب، حيث تطرق إليه عند الأنبياء والخلفاء والشعراء والسلاطين والفقهاء والمتصوفين.

روزي والش


تدور أحداث رواية «قبضة الماضي» (دار هاشيت/نوفل) للكاتبة البريطانية روزي والش حول إيما، عالمة أحياء بحرية مشهورة ومقدمة برامج تلفزيونية، وزوجها ليو، كاتب مقالات نعي. يعيش البطلان معاً في منزل صغير مع ابنتهما الصغيرة روبي وكلبهما جون كيتس. تبدو حياتهما الزوجية سعيدة ومستقرة لكنهما في الحقيقة واجها عدداً من التحديّات الصعبة، من بينها عدم القدرة على الإنجاب لثلاث سنوات واضطرارهما إلى اللجوء إلى التلقيح الصناعي، وصولاً إلى معركة إيما مع السرطان واضطرار ليو إلى كتابة نعي احتياطي لها. لكن مع الوقت، يكتشف ليو أن هذه الصعوبات لم تكن سوى جزء بسيط من جبل من الأكاذيب وأن المرأة التي يحبها ليست من يظنها وحتى اسمها ليس حقيقياً... تتناول الرواية قصة حب عميقة تواجه عدداً من التحديّات، وتُسلّط الضوء على الثقة والأسرار والغموض وتُعتبر دعوة لمحبي البحر والحب والإثارة إلى استكشاف عالم مليء بالألغاز.

سلمان زين الدين


«العصافير التي تستوطن الحيّ/ كجيران الرضى/ آلَتْ على نفسها/ أن توقظ الحيَّ على أصواتها/ مُعْفِيَةً من فرضه اليومي/ طاووس الصّياحْ/ فغدا يغفو على الحلم بها ليلاً/ إذا نامت قناديل المساءْ/ وغدا يصحو على تغريدها العذبِ/ إذا ما استيقظت من نومها/ شمس السَّماءْ/ واستجابت لنداءات الصَّباح». في ديوانه الجديد «عصافير» (الهيئة المصرية العامة للكتاب)، يأخذ الشاعر اللبناني سلمان زين الدين القارئ في رحلة إلى الماضي، فيعود إلى أمس بعيد ويسترجع ذكرياته بحنين مؤثر. يستحضر زين الدين لحظات طفولته وطيف والدته، ويعيد للذاكرة مباهج الزمن وحلاوته. يُظهر الشاعر تمرّده على التقاليد والقيود التي فرضها المجتمع ويستحضر رمزية «جلجامش» للتعبير عن رغبته في الخلود. ولا ينسى الشاعر أن يهدي رحلته المسكونة بالحنين إلى أطفال غزة الشهداء الذين لم يتّسع العالم لأجنحتهم، فراحوا يحلّقون في العالم الآخر.

لطيفة تكين


تكشف رواية «عزيزي الموت الوقح» (1983) للأديبة التركية لطيفة تكين الصادرة عن «منشورات مرفأ» في بيروت (ترجمة أحمد زكريا وملاك دينيز أوزدمير) كيف أنّ الجهل المتكامل مع الدّين قد اغتصب بلداً بأكمله ودمّر شريحة اجتماعية كبيرة. تدور الرواية حول شخصية «هوفات أكتاش»، الذي غادر قريته للسكن في المدينة ثم عاد بعد غياب سنوات، محاولاً تحديث حياة أهل ضيعته عبر تقديم تقنيات وأدوات حديثة كالسيارة والراديو والموقد، ولكنه يواجه مقاومة عنيفة منهم، ما يرسم صورة معقدة للجهل والتشدد في المجتمع التركي. يُبرز السرد المشوق للكاتبة، انغماس أهل القرية في معتقداتهم وخرافاتهم، ومحاولات هوفات العدة لتغيير تلك الأفكار. تدور أحداث الرواية في جو من الواقعية السحرية مستمدة من الفولكلور والتقاليد الأناضوليّة ذات الثقافات المتعددة، كما تتميز الرواية بسرد ملحمي يرسم مدى الجهل و تغلغل الدين في المجتمع الريفي التركي والصراع الإنساني بطريقة مؤثرة وعميقة.

أحمد زين


تتناول رواية «رماية ليلية» (منشورات المتوسط) للكاتب اليمني أحمد زين الأحداث المؤلمة التي تعصف باليمن. تتميز الرواية بكثافتها السردية وتعقيد شخصياتها المليئة بالتناقضات. يواجه القارئ تحدياً كبيراً في فهم أبطالها، حيث لا يمكن العثور على شخصية بسطح واحد، بل على عدد من الشخصيات الغامضة التي تعيش وتتصارع وتتناقض وتتحاور داخلها، فنتعرف إلى عاملة الفندق الضعيفة التي تكتشف داخلها قوّة كبيرة لمواجهة العالم، والإعلامية التي تنطوي حياتها على أبعاد ودهاليز شائكة وغامضة. تكشف الرواية عن جوانب سياسية وشخصية مختلفة في إطار الصراع الدموي الحاصل في اليمن، وتدمج بين الشخصيات الواقعية والرمزية، كما تستكشف التوتر الذي يعيشه المرء بين الانتماء القبلي والوطني في السياق اليمني، وتُبرز صعوبة التحوُّل من الولاءات الحزبية والعشائرية الضيقة إلى الولاءات الوطنية.