ناصيف نصّار

يُقدِّم لنا الباحث اللبناني ناصيف نصار في «مطارحات للعقل الملتزم: في خضم التحرّر من الاغترابِ» (مركز دراسات الوحدة العربية)، رؤيته الفلسفية إلى قضية الحداثة وعلاقتها بالالتزام والتحرّر من الاغتراب. والاغتراب هو حالة الانفصال أو الابتعاد عن الذات والهوية الأصلية والجذور الحضارية والثقافية للأمة العربية. يرى المؤلف أنّ الالتزام ليس مجرد نزعة فردية انتهازية، بل هو أمر إرادي وأخلاقي عظيم، يكتسب قيمته من موضوعه ودوافعه ونتائجه والظروف المحيطة به. يتناول الكتاب قضية الحداثة من منظور فلسفي جديد، مركِّزاً على دور الفلسفة في عملية التحرّر من الاغتراب والعودة إلى الجذور الأصيلة للأمة العربية مع الأخذ في الحسبان مقتضيات العصر الحديث وتحدّياته.

شيماء حازم قزامل


تدور أحداث رواية «رحلة إلى الشمس» (دار ببلومانيا للنشر) للكاتبة المصرية شيماء حازم قزامل حول قصة فتاة شابة مسلمة عربية تدعى لينا تتخرّج حديثاً في الجامعة. تشعر برغبة جامحة في السفر إلى كوريا الجنوبية لمتابعة دراستها العليا. لكن في الحقيقة، لا تكمن رغبة لينا في الدراسة بقدر ما تكمن في الغوص في أعماق الثقافة الكورية بعدما أصبحت مدمنة على مشاهدة البرامج والمسلسلات الكورية الشهيرة. بعد إلحاح على والدها، يسمح لها بالسفر إلى كوريا لتجد نفسها في قلب مغامرة لا تُنسى، حيث تتعرض لمواقف مفاجئة وتحديات لم تكن تتوقعها على الإطلاق، ما يجعلها تكتشف الفرق الشاسع بين الواقع والخيال، وتدرك أن الحياة الحقيقية ليست كالدراما التي كانت تشاهدها على الشاشة.

محمد شاهين


يُقدِّم الباحث محمد شاهين في «إدوارد سعيد: الاستشراق سيرة ومسيرة» (المؤسسة العربية للدراسات والنشر) رؤية شاملة ومُفصّلة لمسيرة إدوارد سعيد الأكاديمية والفكرية، مُسلطاً الضوء على تأثيره الكبير في مجالات الفكر والسياسة. يوضح بأن سعيد لم يكن مجرد أستاذ أكاديمي، بل كان رمزاً فكرياً ذا تأثير عالمي خاص بعد تنقّله بين أعرق الجامعات الأميركية. يُركّز شاهين في تحليلاته على كتاب «الاستشراق» (1978) الذي يُعدّ نقطة تحوّل مهمة في فهم العلاقة بين الشرق والغرب، وخصوصاً أنّ سعيد كشف في هذا الكتاب كيف عمل الغرب على إخفاء مكانة الشرق في المنظومة الاستعمارية، ما جعل الشرق مُغيّباً عن معرفة نفسه وكانت صورته مقتصرة على رؤى المستشرقين الغربيين الذين أقصوا الشرق عن حقيقته.

أحمد مجدي همام


تتشعب المجموعة القصصية «خدعة هيمنغواي» (دار العين) للكاتب المصري أحمد مجدي همام إلى ثلاثة أقسام هي: «بمثابة استهلال» و«أحلام وشظايا» و«خاتمة طويلة نسبياً». يشتغل الكاتب في كل قسم منها على لون قصصي مختلف. يضمّ القسم الأول قصة واحدة بعنوان «قصة افتتاحية» تجنح إلى التجريب عبر ثيمة الكتابة عن الكتابة أو ما يسمى «الميتاليتراتورا». أما القسم الثاني الذي يضمُّ العدد الأكبر من القصص، فيشتغل فيه همام على الومضات القصصية القصيرة، وبعض النصوص السريالية، مع حضور ثيمة موحدة متمثلة في الخديعة والخذلان. يتكون القسم الثالث من قصة واحدة تحتل نصف صفحات الكتاب، وتدور في أجواء من الديستوبيا.

بدار سالم


في روايتها «وحيدة كغرفة مزدحمة» (دار الآداب)، تروي الكاتبة والصحافية الفلسطينية بدار سالم قصة «مجدل»، الشابة التي تكره المرايا والأبواب الزجاجية التي تُفتح تلقائياً. تبحث بشكل غير جدي عن معنى لحياتها بعد وفاة والدتها، في بلد محتل يتداخل فيه الخوف والبطولة مع التفكير في الموت والبحث عن عمل والتقدّم لبعثة في الخارج. عبر رسائلها الإلكترونية الساخرة للجامعات والشركات وطبيبها النفسي، تُعبّر مجدل عن محاولتها التكيُّف مع عالمها المتناقض بين الإيمان وعدمه، الثورة وفشلها، الحب والقلوب المحروقة. تُصوّر الكاتبة الواقع الفلسطيني بمرارته وحلاوته بأسلوب عفوي وجميل، وبلغة تجمع بين الفصحى والعامية مع بعض التعابير الإنكليزية.

سهيل القش


يقوم الباحث اللبناني سهيل القش في كتابه «في البدء كانت الممانعة» (دار مدارات للأبحاث والنشر) بتحليل تاريخ الفكر السياسي العربي. الكتاب جزء من محاضرات ألقاها القش في الجامعة اللبنانية بين عامَي 1978 و 1979 ونشرتها «دار الحداثة» عام 1980. يتناول الكتاب ثلاث مداخلات رئيسية تتصل بالأزمة الفكرية والعملية لمشروع التحرّر العربي، ويعرض السجالات الفكريَّة السياسية السابقة عليه عبر تحديد كل تيار تاريخي على أساس مبدأ فلسفي ناظم، يستبطنه ذاك التيار ويحكم تصوّره لعلاقة الغالب والمغلوب. يتوقّف المؤلف عند نقد صورة التناول الماركسي للمسألة الشرقيَّة التي أغفلها الماركسيون العرب بسبب انشغالهم بمقولة هيمنة نمط الإنتاج الرأسمالي، والثانية عبر تحليل مُفصَّل لبنية الإمبراطورية العثمانيَّة.