1- المظلّةأهداني مظلّة ومضى
تلويح المسافرين
وشرائط السوليفان الملونة
وراح
نسي أن يعلّمني
كيف ألفّ بالقصائد
كلمات الوداع
فتبدو كالهدايا
ولا كيف أسترجع مظلتي
عندما تسرقها الرياح
إن مررت يا حبيبي من هنا
اجلب لي قمراً منيراً
وبيتاً لا سقف له
أنظرُ منه إلى السماء
وألوّحُ لن-جمة حزينة.

دونغ وو كيم ـــ «عناق» (رخام ـــ 2009)


2- أحلام المدن
قلنا ندخل المدن
للمدن حلمها الخلفي،
فننجو بما أخفينا من منامات
وراء وجهنا المعكوس في المرآة
سلّمنا إلى ارتحالات تُفضي إلى ارتحالات
السفن العائدة منا تسافر
ولن نعود لنخبرهم عن خدعة المرآة
أن ما يرونه لن يمتلكوه!

3- أنا وأنت
هل تذكر كم حذّرتك من المسافات الطويلة للحب
كم تجنّبنا جاهدين تلك الأسئلة المفعمة بالشهيق
وماذا بعد
ثمة أنا سقطت منك
ثمة أنت نسيتك على قارعة الطريق
وماذا بعد
هو بالضبط ما نفعله الآن
أسوأ كثيراً أو أقل
نقطع منعطفاً آخر لاهثين
بسبابتك الطويلة
«أحبك كحبة كستناء مع كأس نبيذ»
تقول وتشير للافتة أخرى
أشتمك وأدير لك ظهري العاري
ذلك بالضبط ما نفعله الآن
أسوأ كثيراً أو أقل
أخونك كثيراً كما تحب
كحبة كستناء مع النبيذ
وتخونني بقضمي مرة تلو أخرى
وبصقي لاعناً خوفي منك أو عليك
تلعق ما علق مني على حواف أنفك
وماذا بعد
ثمة أنا سقطت منك
ثمة أنت نسيتك على قارعة الطريق
ومسافات طويلة للحب
طالما ابتعدنا عنها خائفين.

4- أنت والغابة والحرب
لم تكن صدفة
كلانا يعلم أن الصدف أجمل من أن تحدث
كنت أنت والغابة والحرب الهناك
على بُعد أميال
غواية مثالية لعادات الوحدة البذيئة
ناسك الغابة وبحيرة تحدثها امرأة عارية
على مرأى من مدينته الغاضبة
وشجر
أشجار كثيرة وتواريخ محفورة
على جذوعها
تاريخ ولادتها
وتاريخ يوم أصبحت شجرة
وكان هناك مساحة كافية
لتاريخ جديد
للشجرة التالية.

5- سؤال
أيها الشعر أيها العجوز الطيب
لمَ تختفي كلّما سألناك
عن تفسير لهذا العالم؟
لم تصفق أيها الوغد دوماً لمن لا يكتبونك؟

6- أغنية زرقاء
لو لم يكن البحر
لصنعت لي بيتاً
بيتاً صغيراً مع شبابيك كثيرة
وستائر أرجوانية اللون
ولو لم تكن الريح
لعدت مسرعة
غسلت وجهي من الأزرق
وضعت نقاطاً من عطر أمي
وارتديت لزوجي فستانه المفضل
كنت طهوت وجبة تليق بمساء عائلة
وطاولة بمفرش مطرّز الأطراف
ومن يدري كنت قد أخبز كعكةً
كعكةً مستديرة تتوسطها كرزة حمراء
لو كان لي صوت لصرخت
حرّرْني منك أيها الأزرق
فالطرقات تموت كما الناس
وبارد كالمحال هذا المساء.

7- ثلاث شامات
عندما مضيتَ
لحقت بك ثلاث شامات
كنتَ تحبها أسفل عنقي
من علّم شاماتي أن تحبك؟
كأنك أنت من رسمتها
وعلمتها الدوران في فلك الياسمين
والتمرّد على جبن السيدة
إغماضة السيدة
احتراقها الصامت
إعادة الدور
تكراره اللعين
يا حبيبي تمهل والتقطها
أخاف إن رآها الناس
أن يحسبوها شلّة غربان
ويمطروها بالحجارة

* فلسطين