اختيار وترجمة: تحسين الخطيبريحُ اللَّهِ وراءَ ظهري
بِلاَ صوت تأتي الطَّلقةُ.
حلمٌ مديدٌ لا ينتهيْ.
■ ■ ■
الشَّمسُ البيضاءُ، وهيَ تتمرَّنُ
وحيدةً، تركضُ المسافةَ الطَّويلةَ
صوبَ جبالِ الموتِ الزَّرقاء.
■ ■ ■
حضورُ اللَّهِ.
في نفقِ غناءِ الطيورِ
بابٌ مُوصَدٌ ينفتحُ.
■ ■ ■
العشبُ الصَّاعدُ..
وجهُهُ، حجَرٌ رُوْنِيٌّ

بورتريه توماس ترانسترومر (رسم أندري فريدمان)


منتصبٌ في الذَّاكرة.
■ ■ ■
عالياً، على طُولِ المنحدَراتِ
أسفلَ الشَّمسِ: كانَ الماعزُ
يرعى النَّار.
■ ■ ■
ينحني الموتُ عليَّ
مسألةٌ في الشِّطرنجِ أنا،
والحَل لديهِ.
■ ■ ■
محمولاً بالعتمةِ.
أقابلُ ظلاً هائلاً
في عينَيْنِ اثنتَيْن.
■ ■ ■
واقفاً في الشرفةِ
في قفصِ أشعَّةِ الشَّمسِ:
كقوسِ قزح.
■ ■ ■
جِدَارٌ هُوَ البحرُ
أسمعُ النَّوارسَ تصرخُ
وَلَنَا تُلوِّحُ.
■ ■ ■
صمتٌ رمادي
يعبرُ الماردُ الأزرقُ،
بارداً يهب مِنَ البحرِ النَّسيمُ.
■ ■ ■
حدثَ شيءٌ.
أضاءَ الغرفةَ القمرُ.
واللهُ يعرفُ.
■ ■ ■
ريحٌ أكَّالةٌ
تعصفُ عبرَ البيتِ في اللَّيلِ:
اِسمُ الشَّياطينِ.
■ ■ ■
يشربُ الصبي حليبَهُ
قَرِيرَ العَيْنِ في زنزانتهِ ينامُ،
أُمّا مِن حجَرْ.
■ ■ ■
شاحنةٌ هائلةٌ
تدمدمُ بعدَ أنْ حلَّ اللَّيلُ.
أحلامُ النزلاءِ ترتعشُ.
■ ■ ■
ركلوا كرةَ القدمِ
فجأةً عمَّتِ الفوضى:
الكرةُ تطيرُ فوقَ الجدارِ.
■ ■ ■
مُهمهماً في السَّديمِ
هُنَاكَ في الخارجِ قاربُ الصَّيدِ:
نُصُبٌ تذكاري على المياهِ.
■ ■ ■
جدارُ اليأسِ
يأتي ويرحلُ،
حمَامات بلا وجوه.
■ ■ ■
ديرُ رهبان لاميِّينَ
بحدائقَ معلَّقة.
صُوَرُ معركة.
■ ■ ■
تَقِفُ الأفكارُ ساكنةً
مثلَ بلاطاتِ فُسيفساءَ
في باحةِ القصرِ.
■ ■ ■
يتشمَّسُ الأيِّلُ
مُسرِعاً يطيرُ الذبابُ ويخيطُ الظلَّ
على الأرضِ.
■ ■ ■
صنوبراتٌ شعثاء
في السَّبخةِ الفاجعةِ
إلى الأبدِ إلى الأبد.
■ ■ ■
عَقْعَقٌ أسودُ أبيضُ
حَرُوناً يقفزُ، يتعرَّجُ
في الحقولِ.
■ ■ ■
ظلالٌ تنكمشُ..
ضائعونَ نحنُ في هذهِ الغابةِ
بينَ عشائرِ الفطرِ.
■ ■ ■
في ساعة مُحدَّدة
تستريحُ الرِّيحُ العمياءُ
أمامَ الواجهاتِ
■ ■ ■
هُنَا شمس وهَّاجةٌ
صاريةٌ بأشرعة سوداءَ
مِنَ الأيَّامِ العتيقةِ.
■ ■ ■
ينشَقُّ السَّقفُ
يَرَانِي الرَّجلُ الميِّتُ
هذا الوجهُ..
■ ■ ■
أسمعُ أنينَ المطرِ..
أهمسُ بالسِّرِّ
كي أدخل.
■ ■ ■
لوحةٌ معتمةٌ
رسِمَ فوقَها الفقرُ
أزهاراً في السِّجنِ.
■ ■ ■
هُنَاكَ كُنْتُ
على جدار مُبيَّض
يحتشدُ الذبابُ.
■ ■ ■
على الرَّفِّ يرقدُ
في مكتبةِ الحمقى
كتابُ المواعظِ، لَمْ يُلمَسْ بَعْدُ.

* نقلاً عن المجلة الإلكترونية «دفاتر الشعر»، التي يحررها ويترجم دفاترَها تحسين الخطيب، العدد الأول، ربيع 2023