عيسى بن سعيد بن عيسى الحوقاني

في «إشكاليات تأريخ الأدب العربي: دراسة نقدية في فلسفة الأدب وتاريخه» (مركز دراسات الوحدة العربية)، اهتم الباحث العُماني عيسى بن سعيد بن عيسى الحوقاني بدراسة إشكاليّات تأريخ الأدب العربيّ، إذ يتناول قضايا النشأة والمفهوم، ويكشف عن حظّ الأدب العربيّ من التأريخ في كتب التراث العربيّ، وجهود كلٍّ من العرب والمستشرقين في تأريخ الأدب العربيّ، وهو يدرس المنطلقات الفلسفيّة والأسس النظريّة التي يقوم عليها تاريخ الأدب. يكشف الكتاب عن ست نظريّات فلسفيّة اتّكأت عليها مناهج تأريخ الأدب العربيّ ويتناول الإشكاليّات المتعلّقة بمناهج التأريخ الأدبيّ، كإشكاليّات التقسيم الزمنيّ وإشكاليّات التقسيم الفنيّ كما إشكاليّات التقسيم الإقليميّ. ويولي الكتاب عناية بالإشكاليّات المتعلّقة بأطراف الخطاب: مؤرّخ الأدب، والمادة المؤرّخة، والمتلقّي.

بسمة بن سليمان


تناقش رواية «للحب مجيء ثان» (دار خريّف للنشر) للكاتبة التونسية بسمة بن سليمان فكرة البحث عن الهويّة، وتطرح أسئلة لا تموت عن ثنائيات الظلم والمعرفة والجهل. تسعى المؤلفة لتحويل الكتابة إلى فعل مقاومة، والمقاومة هنا ليست بالضرورة مقاومة معنوية ومادية، بل مقاومة للشكل التقليدي لكتابة الرواية، ومقاومة للجمود الفكري ولنخبوية حصرت الدراسات ومواضيع الجسد والهوية والبحث عن الذات في بوتقة فلسفية. تحتفي رواية «للحب مجيء ثان» بالحياة، فكل أبطالها مهما اختلفت مشاربهم وثقافاتهم ولهجاتهم ومستوياتهم الدراسية وطبقاتهم الاجتماعية، التقوا في بحثهم عن هوّيتهم، والتقوا في النهاية عند نقطة جامعة. المفارقة هنا أن هذه النقطة الجامعة كانت الموت. لكن حتى الموت جعلت منه الكاتبة مبعثاً للحياة ومفتاحاً لفرصة ثانية، إذ مات البطل جابر ليحيا بقية الأبطال، وليحيا الوطن.

جويل غورون


تُقدِّم الكاتبة والمخرجة والممثلة الفرنسية جويل غورون في كتابها «أهلاً بالعمر الجميل» (2021) الصادر أخيراً عن «دار الساقي» بترجمة أنطوان سركيس، معلومات ونصائح وفكاهات لكل امرأة بلغت منتصف العمر لتفخر بنفسها وتستقبل النصف الثاني من حياةٍ جميلة تنتظرها بكل سعادة. تريد الكاتبة من كل امرأة أن تشعر بأنّها جذابة ومدهشة ومنتجة حتى لو تجاوزت الخمسين والستين من العمر. لذا تقدم للنساء هذا الكتاب -الدليل المليء بمعلومات ونصائح قيّمة وقصص مسلّية. تناقش جويل غورون في هذا الكتاب مواضيع مختلفة تهمُّ كل النساء بأسلوب مشوق ومليء بحس الدعابة كالحبّ، الجنس، الاكتئاب، المظهر الخارجي، الزواج الثاني، الصحة، الصديقات والأولاد. كما تشارك الكاتبة تجاربها الشخصية مع القراء لكي تزيل عنهم القلق وإحساس الرعب من التقدم في السّن.

باسم خندقجي


تنقلنا رواية «قناع بلون السماء» (دار الآداب) للكاتب والأسير الفلسطيني باسم خندقجي من شوارع مخيم رام الله وأزقّته إلى مدينة القدس. تحكي الرواية قصة عالم آثار يُدعى نور يجد بالمصادفة بطاقة هوية لشاب يهودي يُدعى أور شابيرا في جيب معطف اشتراه من سوق العتق في مدينة يافا المحتلة. يقرر نور انتحال شخصية أور شابيرا للدخول إلى مدينة القدس بهدف كتابة رواية عن مريم المجدلية التي تؤرخ سيرتها لسيرة فلسطين كلها. تضع هذه المغامرة نور أمام أسئلة وجوديّة عن معنى الهوية الفلسطينية، والواجب تجاه الأسرى وعائلاتهم والموقف من المحرقة ومن أحقية سردية الفلسطيني المهمّشة في مقابل تضخيم الرواية الصهيونية لتشريع سلب حق الفلسطيني في أرضه. تتصاعد الرواية حتى لحظة الكشف عن الآثار التي تخبئها «أرض مجدو» التي أصبحت مستعمرة إسرائيلية لتتراءى للعيان صدقية ودقَّة الرواية الفلسطينية في مقابل هشاشة وكذب السرديات الصهيونية.

جميل عطية إبراهيم


يحكي «صك المؤامرة» (دار الكرمة) للكاتب المصري جميل عطية إبراهيم قصة وعد بلفور (1917) من وجهة نظر ممثلين سياسيين لأطرافه المتعددين. يروي الكاتب قصة صدور هذا الوعد الذي منحت بموجبه بريطانيا حقاً لليهود في تأسيس وطن قومي لهم في فلسطين، وينقل شهادة آرثر مكماهون المعتمد البريطاني في القاهرة الذي أعدَّ الساحة العربية لكي تُنفذ فيها خطة التقسيم الاستعمارية. كما تولى عملية خداع الشريف حسين قائد الثورة العربية من خلال وعود كاذبة بإنشاء دولة عربية قومية واحدة بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى وهزيمة الدولة العثمانية. ينقل الكاتب شهادة الوزير البريطاني اليهودي مونتاجو الذي عارض إقامة دولة صهيونية في فلسطين. الشهادة الثالثة هي شهادة حاييم وايزمن الذي كذب وخادع وراوغ لتحقيق أهدافه. أما شهادة الشريف حسين فتُظهر كيف وقع في الفخ الذي نصبه له مكماهون. وأخيراً الشهادة الخامسة هي لفلسطين التي كانت الضحية الأولى لوعد بلفور.

فوزية بنت سيف الفهدي


يضيء كتاب «صائغ الكلام: بحث في المسيرة الأدبية لابن رشيق» (دار الرافدين بالاشتراك مع «الجمعية العُمانية للكتّاب والأدباء») للباحثة العُمانية فوزية بنت سيف الفهدي على سيرة الشاعر والأديب والناقد القيرواني أبي علي الحسن بن رشيق (999 - 1070م). ولد الأخير الذي عاش في القرنين الرابع والخامس الهجريين، في مدينة المسيلة في المغرب العربي ونشأ فيها وتعلم هناك، ثم ارتحل إلى القيروان واشتهر فيها ومدح صاحبها واتصل بخدمته. وقد عرف اسم الشاعر ابن رشيق تداولاً كبيراً من دون أن يحظى بدراسة وافية لرؤيته في كتاباته النقدية، إذ لم يصل منها إلينا كاملاً إلّا مُؤلّفه «العمدة» الذي تحدّث فيه عن صناعة الشعر من خلال التركيز على محاسنه وعلى الجوانب الفنيّة، باعتبارها محدّداً أساسياً للمفاضلة بين الشعراء، بعد تبيان الانتحالات والتكرار على مرّ التاريخ العربي.