محمود شقير

يستعيد الكاتب الفلسطيني محمود شقير تفاصيل حياته، وهو على عتبة الثمانين، في كتابه «تلك الأزمنة» (دار هاشيت أنطوان - نوفل) الذي يشكّل الجزء الثاني من سيرته التي بدأت مع «تلك الأمكنة». يبدأ الكاتب من طفولته في القدس، ويُسهب في الحديث عن فترة النّضالين الحزبي والوطني، كما يفرد مساحة أوسع للتجارب الشخصية والعلاقات مع بقية زملائه من الكتّاب والمناضلين الفلسطينيين. ما يميّز هذا الجزء، ليس استعراض المدن الكثيرة التي زارها شقير، ولا سرد أحداث مهمة من تاريخ النضال الفلسطيني فقط، بل ثراء السرد بحدّ ذاته، وطول الفترة الزمنية التي يُغطيها، ما يرشّحه لأن يكون مرجعاً لكلّ باحث وقارئ مهتمّ بالذاكرة الفلسطينية المعاصرة.

محمد عبد الله فضل الله


«الشيخ محمد جواد مغنية علّامةً مجدداً» (دار النهضة العربية) هو عنوان كتاب الباحث اللبناني محمد عبد الله فضل الله الذي عالج العديد من الموضوعات الفقهية والعقائدية التي تطرّق إليها مغنية على مدى عشرات السنين ودوّنها على صفحات «مجلة العرفان» و«رسالة الإسلام». يضيء الكتاب على الأسلوب والمنهج العلمي الذي تميّز به الشيخ، بالإضافة إلى مقاربته المعاصرة للعديد من القضايا، ما جعله علامة فارقة في الفضاء الشيعي والإسلامي العام. تتوزع أبحاث الكتاب على شؤون العقيدة وقضايا فقهية مهمة، وخصوصاً الميراث، والاجتهاد مع النص وحكم الأراضي وغيرها. كما يعرض الكتاب مقالات الراحل الفكرية التي تناولت موضوع القياس والموقف من الاشتراكية ودور رجال الدين والاجتهاد والزهد.

غسان مراد


يعالج كتاب «مرايا التحولات الرقمية والتمثلات الذهنية للذكاء الاصطناعي» (شركة المطبوعات للتوزيع والنشر) بعض الإشكاليات المتعلقة باللغة والعقل، ويطرح أهمية تحديد المفاهيم الأساسية لهذا التحول الرقمي انطلاقاً من الدماغ والفكر، وصولاً إلى الدور الذي تؤديه اللغة الأم في مواكبة كل أشكال التطور. يعالج الكتاب أيضاً علاقة اللغة العربية بالرياضيات وكيف يمكن الإفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي وخوارزمياته في حوسبة هذه اللغة. يشرح المؤلف ماهية الثورة الرقمية والتغيير الذي أحدثته في معادلة القِيَم، والمواقف التي اتُّخذت إزاء مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة هذه الثورة. كذلك، يتناول الخطر الذي يهدد وجودنا بسبب التغيرات الناجمة عن الرقمنة والاتجاه نحو ثقافة رقمية أحادية.

لينا هويان الحسن


تأخذ الكاتبة السورية لينا هويان الحسن القرّاء إلى عالم غريب مختلف في روايتها «حاكمة القلعتين: عن جنيات وساحرات الشام وعرافاتها» (دار الآداب). فليحضِّر القارئ نفسه للقاء أغرب النساء وأكثرهنَّ جاذبيّةً ونُدرةً في هذا النصّ الذي ينهل من معارف الحكمة القديمة المغيَّبة. يستلهم إرث «زمن السَّحَرَة»، ويفتح بوَّابات الماضي السحيق وفق رؤيةٍ حداثيَّةٍ. هذا الكتاب سيخلخل أحكامنا المسبقة عن هذا العالم المغويّ الذي يحمل مفاتيح شفاء الروح ويحارب «الاكتئاب» مرض العصر، وفي الوقت نفسِه، يُطلعنا على قصصٍ وحكايات عشق. «حاكمة القلعتين» هي رقصةٌ روائيَّةٌ تحملنا صوب قصورٍ وقلاع تركها الزمن الغابر كتحفٍ تهمس لنا «كان يا ما كان في سالف العصر والزمان..».

جدّو كريشنامورتي


كيف يمكننا إنهاء العنف بأنفسنا، نحن الذين بنينا مجتمعاً وثقافة ملؤهما القساوة والعدائية؟ هذا السؤال يحاول المفكر والفيلسوف الهندي جدّو كريشنامورتي (1895-1986) الإجابة عنه في كتابه «ثورة على العنف» (1973) الذي انتقل إلى العربية عن «دار الساقي» (ترجمة روبرت صايغ). إنه كتاب المواجهة الكبرى! كتاب التحوّل العميق في الأنفس والعقول. يدرك كريشنامورتي ما فعله العنف بالعالم وكيف دمّر العلاقات الإنسانية وشوّهها، فيشير إلى الطريق لحياة سليمة وسالمة حيث وفرة الحبّ والعطف، لتجاوز العداوة والبغضاء وتخطّي الأنا المرضية، ثم إحداث تغيير إيجابي في المجتمع. تُمثّل كتابات جدّو كريشنامورتي وفلسفته الروحية مرجعاً حول العالم، وقد سبق أن ترجمت له «دار الساقي» كتاب «ماذا أنت فاعلٌ بحياتك؟».

سوراب كاروميدتسي


ترتكز «داجني: وليمة حب سماوية» (2011) الصادرة بنسختها العربية عن «دار صفصافة للنشر» (ترجمة أمل الشربيني) على جريمة حقيقية وقعت في بداية القرن العشرين، فقدت على إثرها سيدة نرويجية غامضة حياتها؛ لكنها ليست رواية بوليسية، بل عمل استثنائي يحكي عن الحب والأسى والفن وما وراء منظورنا الأرضي لهم. يستلهم الكاتب الجورجي سوراب كاروميدتسي، روايته من الأساطير التي تقف على أبواب الحقيقة، ومن الشعر القديم. داجني يول، المرأة النرويجية التي أحبت كثيراً، ملهمة رسامي وفناني وشعراء عصرها، تلقّت طلقة واحدة قاتلة عام 1901، أطلقها معجب موتور ثم قتل نفسه تماماً كما تنبّأت لوحة «الصرخة»، إذ يقال إن الفنان مونخ تأثّر بهذه المرأة حين رسم لوحته الشهيرة.