جمال حويل

يستمدّ كتاب «معركة مخيم جنين الكبرى 2002: التاريخ الحي» الصادر عن «مؤسسة الدراسات الفلسطينية» لمؤلفه جمال حويل، أهميته من أنه يُعَدُّ تاريخاً لصيقاً بالحدث نفسه نظراً إلى خصوصية أن المقاوم الذي اعتُقل أكثر من مرة هو المؤلف الموثّق للأحداث. يراوح الكتاب في تناوله لمعركة جنين عام 2002 بين التناول الموضوعي التحليلي والشخصي ليبحث عن معنى معركة مخيم جنين، ومعنى النصر، ومعنى الهزيمة.
يسعى إلى الوقوف لحظة تأمل عن قرب شديد من المعركة، تاريخياً ومكانياً وروحياً، للإجابة عن الأسئلة التالية: ماذا فعل المنتصرون بالنصر؟ وماذا فعل المهزومون بالهزيمة؟

عبد الهادي ناصر العجمي


«البراجماتيون في القرن الأول الهجري: خارج إطار التقديس» هو عنوان كتاب الباحث والأكاديمي الكويتي عبد الهادي ناصر العجمي الصادر عن «خطوط وظلال». يتناول العمل شخصيات إسلامية عاشت ومارست دورها وكانت جزءاً من نسيج القرن الأول الإسلامي، وانعكاساً لمشاهده التاريخية، ولا سيما مشاهد الصراع السياسي والقبلي المتجذّرة فيه. شخصيات ابتعدت نصوصها ورواياتها عن نهج المثالية السياسية المُقيدة بالديني والتزاماته، متجهة نحو ما تفرضه المتغيرات المنطقية، فبدت هذه النصوص والروايات التي تتناول هذه الشخصيات الأكثر قدرة ومرونة من مثيلتها على تفسير هذا الزخم والتشابك المعقّد للقضايا.

خورخي بارون بيزا


تستند رواية «الصحراء وبذرتها» (1998) للكاتب الأرجنتيني خورخي بارون بيزا (1942-2001) إلى قصة عائلته المأساوية: والده راؤول بارون بيتزا سياسي وكاتب سيّئ السمعة، ووالدته روزا كلوتيل ساباتيني. تبدأ الرواية التي صدرت ترجمتها العربية عن «دار الجمل» (ترجمة خالد الجبيلي) بمشهد في سيارة أجرة منطلقة إلى المستشفى تحمل إليخيا التي تفسّخ وجهها بفعل الأسيد الذي ألقاه عليها زوجها أثناء توقيع أوراق الطلاق بينما يحاول الابن أن يمسح الأسيد عن وجه أمه. تجري محاولات لإعاده ترميم وجه الأم، التي يكون الابن شاهداً عليها. ولدى قيامه بهذا الدور، يواجه وجودَه وهويته المرتبطين بالأرجنتين التي يراها تتفكّك من حوله.

ستيفن بينكر


في كتاب «العقلانية» (2021) الذي صدرت أخيراً ترجمته العربية عن «دار سطور» (ترجمة أحمد رضا ورزان حميدة وميرا جندي وحازم موسى)، يطرح عالم النفس الكندي الأميركي ستيفن بينكر أسئلة حول ماهية العقلانية وسبب ندرتها، إلى جانب ضرورتها. يرفض عالم النفس في «جامعة هارفرد» الرأي القائل بأن البشر اللاعقلانيين مثقلون بالتحيزات والمغالطات والأوهام. لكنه يناقش كيف أننا في الواقع نفكر بطرق عقلانية في السباقات المنخفضة التقنية التي نقضي فيها معظم حياتنا ولكننا نفشل في الإفادة من أدوات التفكير القوية التي اكتشفناها على مدى آلاف السنين مثل النطق والتفكير النقدي والارتباط والسببية.

عُلا المهدي التونسي


من خلال «تاريخ العمارة في سورية القديمة منذ نشوئها حتى نهاية الألف الثاني قبل الميلاد» (وزارة الثقافة السورية)، تعود الأكاديمية عُلا المهدي التونسي إلى دور العمارة في توضيح خصائص الحضارة الاستثنائية في سورية القديمة، من تخطيط المدن المنتظم وتطوّر العمران بشكل عام، وتنوّع أشكاله، ونشوء طُرز معمارية متنوعة، ميّزت تحصينات المدن والأبنية السكنية فيها. كما كانت هناك تقاليد معمارية خاصة بُنيت وفقها القصور السورية والأبنية الدينية والإدارية، تكشف المؤلفة كذلك الدور الذي لعبته الممالك السورية رغم افتقارها لسلطات عسكرية قوية شأن ممالك ما بين النهرين أو الأناضول أو مصر.

صن مي هوانغ


تتناول رواية «الكلبة التي تجرّأت على الحلم» (2016) للروائية الكورية صن مي هوانغ، العلاقة بين الكلب والإنسان من خلال قصة «زيتونة» كلبة وُلدت بمظهر مختلف، تشبه أسلافها السافال، فراؤها أسود وأشعث يغطي عينيها، ويبدو لونها أزرق في بعض البقع من جسدها. سبّب لها هذا الاختلاف كراهية من الكلاب الأخرى. إلا أنّها كانت مدلّلة من مالكها. ولهذا تمضي معظم أيّامها في فناء مغمور بالشمس في منزله. الرواية التي انتقلت إلى لغة الضاد («الدار العربية للعلوم ناشرون» ـ ترجمة زينة إدريس)، تذكّر بتراث من الحكايات التي تكون شخصياتها حيوانات لكنها تحكي حكايات البشر في حيواتهم اليومية.