اجلس على هذه العتبة جنبي، وحدّثني عنهن، الأمهات.سيتأخر المترو بسبب الجليد.
حين سيأتي سنعبر إلى بلاد أخرى، صامتين، مطأطئين، من دون حقائب، ومن دون تذاكر.

باربارا كولاس: غجَرٌ (حبر على ورق، 2020).

سأشرب هذه الجرعة الأخيرة التي تبقّت في العبوة كي تنتشي أنت وتحكي، وأنا سأصغي إليك مبتسماً، ساهماً في الحديد والخرسانة والعربات المعطّلة، كما لو أنها جبال بلادي وحقولها وتلالها.
استبدّ بي الحنين في هذه المحطات التي لا تنتهي، ومهما أحكمت ياقة معطفي، يتسرّب برد لاسع إلى القلب.
رائحتهن تصل مع الزعتر الذي أحضره مهاجرون جدد.
رائحة قراهن في الأصيل بعد حصاد فقير، أو بعد جنازة.
من أساورهن يستلهم الشجر حفيفه.
من حناجرهن وهنّ يغنين تَمَاوَايْتْ (1) تبزغ أسراب الحجل وتقع في الشباك.
وتقفز السنبلة من وشم ذقن الجدة إلى حقل.
أتذكرهن كلما سعلت القطارات في آخر الليل.
كلما أطل عليّ الله أشقر وحزيناً، من عينَي طفلة الجيتان اليتيمة، المتسوّلة في العيد،
أمام باب مدينة الألعاب.
(1) أهازيج جبلية أمازيغية

* بروكسل/المغرب