ميشال زيفاكو

تدور أحداث رواية «آل باردليان» (دار الرافدين – ترجمة طانيوس عبده) في مرحلة حسّاسة من التاريخ الفرنسي. في ثلاثة أجزاء، يوغل الروائي الفرنسي في أعماق النفس البشريّة، ويرصد صراع الخير والشر الأزلي عبر أحداث وعوالم متداخلة بين الطبقات الراقية في المجتمع، والطبقات المسحوقة تحت عجلات الواقع. من خلال بطله، يخلق زيفاكو مثالاً متفرّداً عن وفاء الإنسان خصوصاً حين يسمو على مأساته، كما يضع أبطاله أمام مشاعر واختبارات كثيرة تقود السرد وتشويقه عبر تظهير تفاصيل المشاعر والمآزق الناتجة عن نكران الجميل والخذلان وفقد الأحبّة وضياع العمر بلا جزاء.

كاترين ماركل


يقدّم كتاب «من قام بطهي عشاء آدم سميث؟ - قصّة عن النساء والاقتصاد» (دار صفصافة) لكاترين ماركيل، مدخلاً نسوياً لمساءلة علم الاقتصاد السياسي. المؤلّف الذي نقلته إلى العربية كلّ من شيرين عبد الوهاب وأمل رواش، يبحث في دور عمل النساء المنزلي غير المدفوع في الاقتصاد، حيث تشير الكاتبة والصحافية السويدية إلى إهمال القيمة المنتجة لهذا العمل عن عمد من قبل الاقتصاديين. تنطلق ماركل من مفهوم الإنسان الاقتصادي الذي صاغه عالم الاقتصاد البريطاني آدم سميث، لتشرح مفارقة أنه إذا كان الفلاح وغيره يتلقّون أجراً مقابل مساهمتهم في تحضير عشاء أي رجل، فإن الأمّ أو الزوجة اللتين تقومان بالتحضير النهائي لا يصلهما أي مقابل بدل أتعابهما.

محمد أبو النجا


يمزج محمد أبو النجا في روايته «الوصفة الغريبة» (دار تنمية للنشر) مناخات من العالم الواقعي بلمسة سحريّة تستثمر السماء والصحراء والبحر. بطلة قصة الروائي المصري هي طفلة تُولَد بطفرةٍ چينية تمنعها من الأكل، لكنها لا تحرمها الحياة، يرافقها غرباء يتيهون في التاريخ والجغرافيا. في هذه الملحمة الروائية يلجأ أبو النجا إلى حيل الطهو ومفرداته وأسراره، لينسج عبرها تغريبة سرديَّة تمتدّ في الزمان والمكان، حول لقاءات الغرباء وطبائع البشر وتحولات حيواتهم، ومصائرهم... وجوه وأحداث تدعو القارئ إلى خوض غمار رحلة عجيبة، تُراوح بين لحظة الميلاد الأولى... وصولاً إلى الغياب الأخير.

سارا صفي الدين


حوّلت المخرجة اللبنانية سارا صفي الدين سيناريو فيلمها القصير إلى رواية «اسمعني يا رضا» التي صدرت أخيراً عن «دار نوفل/ هاشيت أنطوان». تروي صفي الدين في باكورتها الروائية قصة امرأة بصيغة الأنا، تتبدّل حياتها بسبب حادث يتمثّل في اختفاء زوجها. لكنّ هذا الغياب، يدفعها إلى الدخول في رحلة استرجاع علاقتهما منذ البداية، بمشاكلها وإخلاصه لها. ستسترجع طفولتها في الضيعة حيث تعرّفت إليه، لتلاحظ أنّ علاقتهما لم تعد كما كانت، وأنّ الجفاء قد أصابها تجاهه. هكذا تجد نفسها محاصرة بأسئلة عدّة : هل يعود من غيابه؟ وإذا عاد بجسده، فهل يعود بروحه؟ هل يستمع إلى شكواها؟ أصلاً، هل تريده أن يعود؟

إيفا إيلوز


يضمّ «حميميات باردة: تشكيل الرأسمالية العاطفية» (دار صفحة سبعة) ثلاث محاضرات ألقتها عالمة الاجتماع إيفا إيلوز في ألمانيا تحت عنوان «محاضرات أدورنو» سنة 2004. المحاضرات التي اختارها وترجمها كريم محمد، تُسهم في النقاشات المتعلّقة بسوسيولوجيا العلاقات العاطفيّة في أزمنة الحداثة والرأسماليّة. تواصل إيلوز بحثها في الحب المعاصر وأشكاله، وتحاول دحض مزاعم أن الرأسمالية قد خلقت عالماً عاطفياً تهيمن عليه العقلانية، لتتوصّل إلى أن ثقافة الرأسمالية قد عزّزت ثقافة عاطفية مكثّفة في مكان العمل وفي الأسرة وفي علاقتنا بأنفسنا، في حين أن العلاقات الوثيقة والحميمة أصبحت محدّدة بشكل متزايد تحت وطأة النظام الاقتصادي.

علي ناصر كنانة


يشتمل «الولاء البديل – دراسة ثقافية في التأثيرات العميقة لكرة القدم» (منشورات الجمل) للأكاديمي علي ناصر كنانة على البحث في التأثيرات العميقة لكرة القدم كظاهرة ثقافية طاغية. يرصد كنانة دور هذه الظاهرة في بناء الهُوية وصقل الانتماء خصوصاً لدى فئة الشباب، إذ إن الانتماء لفرق كرة القدم شكّل بديلاً للانتماءات الأصيلة، كما جاء في لمحة الكتاب الذي يضيء أيضاً على دورها في تحويل الرفض والتمرّد والانتفاضة لدى الشباب إلى هوس بتشجيع أندية كرة القدم المفضّلة، حيث يتماهون ويندمجون معها بهُوية واحدة تعيد إنتاج وعيهم، وتغيّر ولاءاتهم التي تركن أخيرة إلى الأندية كبديل عن الانتماء إلى البلاد.