ربما كان جديراً بالقائمين على الثقافة المصرية إدخال تغيير طفيف على شعار معرض القاهرة هذه السنة، ليصير «الثقافة في المواجهة... وتتلقى الصفعات»، بخاصة بعد الحملات والمداهمات بحق مؤسسات ثقافية فاعلة مثل «دار ميريت»، و«مركز الصورة الحديثة»... وليس واضحاً على وجه الدقة، حجم الفائدة التي سيضيفها وجود شبكة «واي – فاي» مفتوحة للمرة الأولى في تاريخ المعرض، إلا نقل الجديد من أخبار التضييق على الثقافة ومنتجيها.
ثمة بعد احتفالي كرنفالي يكتنف دورة هذا العام. يبدو الأمر كما لو أنّ هناك نوعاً من محاولات التلميع التي ينتهجها النظام المصري، ومعرض القاهرة للكتاب يصلح كواجهة للبلاد في ظل ما تشهده مصر من منعطفات سياسية وهجمات إرهابية في سيناء وغيرها. كما جاء شعار «الثقافة في المواجهة»، ليعلن صراحة أنه امتداد للدورة السابقة التي حملت شعار «الثقافة والتجديد».
نقرأ من الشعارين، رغبة الأنظمة المصرية في مواجهة تيارات التطرف الإسلامي بالثقافة والكتاب، رغم شكاوى متعددة من أرباب الثقافة عن تضييقات يمارسها النظام ضدهم أخيراً، ربما بسبب اقتراب الذكرى الخامسة لـ «ثورة 25 يناير» 2011.
لكن تلك الرغبة من الدولة في مواجهة الإرهاب بالثقافة لا تبدو صادقة بجد، أو على الأقل لا تبدو متمتعة بدرجة كافية من الوعي، إذ كيف تحارب الثقافةُ التطرفَ بينما هناك جناح كامل وثبات لحساب المملكة العربية السعودية، بما تصدّره دوماً من فكر وهابي متطرف غير خاضع لأي رقابة أو فلترة؟! كما لن يخلو المعرض من الدور المختصة في الكتب الدينية، ويشهد عادة توافد أعداد كبيرة من طلبة الأزهر من الموفدين الأفارقة وأبناء دول الاتحاد السوفياتي والقوقاز، وهم بطبيعة الحال يميلون إلى أقصى اليمين.