إدوار ماني: «غراب إدغار آلن پو» (حَفْر على المعدن ، 1875)

1
لا الليلُ،
ولا الشراشفُ المطعونة بصرير اليأس والبرد،
لا ذاكرةُ الشرِ العصيةُ على البياض،
ولا أسنانُ سوادكِ تحت قناع النسيان:
لا شيء يعيد العاصفة إلى بيت الصبر
من بيت النار.

تجوب الليلةُ تضاريسَ الليل
حاملة بشِمالي كأسَها التي
أضلَت وشلّت جبينَ القمر
ويُمناي.

قد، غداً، لا أكون
قد يكون الغُراب يتثاءب حسرة البياض
وتكون الحسرة وردة سوداء
تزيِن الصبحَ بما فاتني الليلةَ
من النوم.

2
يمكن الإنصاتُ إلى النور
يمكن أن تتمطّى الألِفُ الطويلة
شجرةً عارية
تندَه الربيع.

في الزجاج المقابل دُخانٌ
تلعب به الريح
هياجُ موجٍ
تُطلقه ريشةُ كْلود مونيه.

يتطلّع الرصيف إلى الغيم
مُباهياً بجليدِه اللّمّاع.
على الشرفة الباقية من الليل
طيورٌ صغيرة تنقر الضوء.
سِنْجابٌ يصلِّي على الثلج
يحمي ارتعاشي عليكِ من البرْد
ثمرةُ الصبّار الملساءُ في يدِك
قلبها مليء بالشوك.

(حاشية:
هويتُ من قلبها
ولم أصل إلى الأرض
أحافظُ على توازنها
كيلا تخذل الجاذبيةَ
وتطير).

3
ما يزال
أن أضع الزجاج على شفتَيّ
كي يسيل الكلام بلا صوت.
أن أدلِّل العُشب وراء النافذة
قبل أن يستيقظ على الزجاج الصباح.
ما يزال
قبل أن
ينشف الطفل من الانتظار
ويذوب الأمل بين كفيه الدافئتين من النوم
أن أنحّي الزجاج عن النافذة
لجرعةٍ من نسيم الصباح
تردّني
صوب الطريق إليه.

4
بين شجرةِ تُعدّ لأولادها
العشاءَ المسموم
وثوبٍ تنزف بقاياه الميّالةُ
ما اختزنت من الشمس
جوهرةٌ مكنونةٌ في
رأس جارنا البعيدِ ـ
العقل.
* سوريا/ كندا