أحمد الفخراني

في مؤلفاته السابقة، جرّب أحمد الفخراني أساليب سردية وقصصية مختلفة؛ منها الحواديت والبورتريهات الشخصيّة لأفراد مهمّشين من المجتمع كما في مجموعتيه «في كل قلب حكاية»، و«مملكة من عصير التفاح». أما روائياً، فقد صدرت عن «دار العين» في القاهرة أخيراً الرواية الرابعة للكاتب والصحافي المصري بعنوان «بياصة الشوام» حيث تأتي بعد «ماندورلا»، و«سيرة سيد الباشا»، و«عائلة جادو». يدخل الفخراني في روايته الجديدة إلى جوهر معيار الجمال وقيمته، من خلال سعيد بطل البياصة. يقدّم الفخراني بطلاً هو نفسه الأسطورة، مثيراً من خلاله التجربة القلقة للخلق، وأسئلة الأصالة والجمال. هكذا يضع الروائي بطله نحات العصافير أمام تجارب وغايات تبدو أحياناً مستحيلة وبعيدة.

جوزيه ساراماغو


أخيراً، أضيفت ثلاث من روايات جوزيه ساراماغو (1922 ــــ 2010) إلى مجموعة أعماله المترجمة التي أصدرتها «منشورات الجمل» للكاتب البرتغالي الحائز جائزة نوبل للآداب. ترجمات الروايات الثلاث التي صدرت أخيراً تحمل توقيع المترجم صالح علماني. رواية «سنة موت ريكاردو ريس» (1984) تتبع السنة الأخيرة من حياة البطل ريكاردو ريس الذي يعدّ أحد الشخوص الخيالية للكاتب البرتغالي الراحل فرناندو بيسوا. في «انقطاعات الموت» التي تعدّ من آخر أعمال ساراماغو، حيث نشرت عام 2005، يعدّ الموت بطلاً أساسياً في العمل، في لقائه مع الأشخاص الذين سينال منهم، وفي علاقة الناس الاجتماعية به. أما الرواية الأخيرة فهي «كل الأسماء» (1997) التي تعبر من خلال أسماء قسم المحفوظات العامّة إلى الحيوات الشخصيّة للأموات والأحياء.

مصطفى حجازي


يعدّ «العصبيات وآفاتها: هدر الأوطان واستلاب الإنسان» (المركز الثقافي العربي) للأكاديمي المصري مصطفى حجازي، استكمالاً لدراستيه السابقتين «التخلف الاجتماعي: مدخل إلى سيكولوجية الإنسان المقهور» (2015) و«الإنسان المهدور: دراسة تحليلية نفسية اجتماعية» (2006). يسعى حجازي في مؤلّفه الجديد إلى دراسة الواقع العربي الراهن من منظور مختلف عن المقاربات المعتادة التي اتبعت في القرن العشرين. يبحث في البنى التي لم يطلها التغيير في مشاريع وبرامج التنمية والنهضة البشرية والعمرانية التي أبقت المشهد العربي الراهن في حالة من «العطالة»، وتحديداً بسبب رسوخ ثلاثيّة العصبيات والفقه الأصولي والاستبداد في البنى الاجتماعية – السياسية، والتي تشكِّل وفق المؤلّف المعوّقات الأساسية لبناء أوطان جامعة.

دورجوي داتا


انتقلت إلى العربية أخيراً رواية «الفتى الذي أحب» (دار الرافدين) للكاتب الهندي دورجوي داتا (ترجمة: فاطمة نعيمي). يتخذ أسلوب الرواية شكل تدوينات لمراهق بنغالي يدعى راغو غانغولي من دلهي وينتمي إلى عائلة أرثوذكسية هندوسية. وفي حين لا يزال الفتى في السادسة عشرة من عمره، فإنه يسعى إلى إنهاء حياته. تطلعنا التدوينات على تفاصيل من حياته وحياة أسرته، وحبّه لبراهمي، وعلاقة شقيقه الأكبر بفتاة مسلمة. من خلال هذه القصّة العاطفية، يدخل الكاتب إلى قضايا أساسية وتحوّلات قاتمة في المجتمع الهندي، وخصوصاً في الأحداث بين عامي 1999 و2000، والخلافات بين الهند وباكستان والتوترات الدينية وغيرها من القضايا من خلال التفاصيل اليومية لأسرة بنغالية متشددة من الطبقة الوسطى.

بتول قاسم ناصر


«تطوّر الفكر النقدي الأدبي في العراق ــــ منذ نشأته في العصر الحديث إلى الحرب العالمية الثانية» هو عنوان البحث الذي أعدّته الأكاديمية بتول ناصر قاسم متبعة المنهج الجدلي الهيغلي، ومتجاوزة الدراسات التقليدية عن النقد وتاريخه وتطوره. أخيراً، أعادت «دار الفرابي» نشر الدراسة التي صدرت للمرة الأولى عام 2004، وفيها تستعرض النقد في العراق بالاستناد إلى أعلامه وحركاته، كما ترصد بعض ظواهره الأساسيّة، وتطوّر الفكر والعقل النقديين هناك. من خلال المنهج المتبع، تنصرف قاسم إلى دراسة التفاعل بين الفكر والواقع الذي يتمثّل في البحث في العلاقة بين النقد والأدب. وهي علاقة تؤدي إلى تطوّرهما معاً، وتأثرهما المتبادل بين النظرية والممارسة.

ممدوح عزام


تنطلق رواية «لا تخبر الحصان» («دار سرد للنشر» و «دار ممدوح عدوان للنشر والتوزيع») لممدوح عزام من سؤال «لماذا تركت الحصان وحيداً؟». يكتب الروائي السوري قصّة عائلة سوريّة بسيطة. البطل هو الدركي الدرزي سالم وحصانه اللذان يتقاعدان من العمل في الوقت نفسه بعد سنوات طويلة أمضياها معاً على الحدود بين تركيا وسوريا. في العمل، يبدو الحصان الشاهد على الأحداث الشخصية لسالم، وعلى التقلبات السياسية والاجتماعية الأشمل. ضمن هذا القالب السردي، يستعيد عزّام فترة أساسية من التاريخ السوري، وتحديداً أربعينيات القرن الماضي التي شهدت الانتخابات النيابية الأولى، كما يمرّ على خسارة الحرب، والنكبة والاستعمار الفرنسي. إلى جانب ذلك، توغل الرواية في نسيج المجتمع السوري ومكوّناته الحزبية والطائفية.