في السابقكان بإمكانك أن تكون جدّياً
وصالحاً لشيء
مثل فزّاعة الحقل
حين هجرها الحصادون
وعادت ملهاة للأولاد.
الآن،
صرت أعمى القرية
الذي يتمتم
فيما يقعي بجانبه المساء.
■ ■ ■
لم أكن سيّئاً إلى ذلك الحدّ
كانت يدي
قد ألفت ليّ عنق الفطنة
قبل مصافحة اليأس
وزرع الشكوك في الأسرّة
قبل
انهيار النوم
من الطابق العاشر لليقظة.

باشو ــ «فزاعة» (حبر على ورق الأَرُزّ، 1682)

ففي الغرف المنسية
عادة ما نصادف الشخص
الذي يدير وجهه
باتّجاه الجدار
وبمودّة رفيق الطريق
يديم النظر
فيما يُظنّ أنّه النافذة
أو أيّ مكان آخر
في حاجة إلى الأفق.
■ ■ ■
من يرشدني إلى تلك المرآة التي تعكس صورة شخص غيري؟
لقد تربّصت كثيراً بالضوء 
في غرفة الرسّام الهولندي.
أغفيت قليلاً
ومثل مساء مفعم بخطيئة اليأس
جمعت أغراضي بدربة عابر محترف
ورحت أتأمّل من نافذة الأفق
ماذا يعنيه
انكسار الظلّ
في الممرّ الخالي من الخطوات.
■ ■ ■
في هذه الحرب
أنا قاسٍ كجرح قديم
نسيه
السكين.
■ ■ ■
الحياة قد لا تعلّمك
كيف تروّض الأفعى
في أسرّة الآخرين.

الحياة قد لا تعلّمك
كيف تعبّ السمّ
من أقداح الآخرين.

الحياة خطيرة
يا صديقي
لا تعلّمك
سوى شحذ مزيد من السكاكين
في شريان الوقت.

الحياة يا صديقي
خطيرة جدّاً
إلى حدّ أنّ الموت
قد يصادفك في أحد 
الممرّات
على هيئة شخص أليف
وقد صار أكثر أماناً.
■ ■ ■
كن حليفاً للضوء
لا تصدّق حكاية أجنحة الفراش
في عزّ الصيف
هي في أغلب الظنّ
ضغينة قنديل صدئ
قد توارى في الحوش المهجور
خلف البيت.
■ ■ ■
سأعود بالثمرة إلى الشجرة
والشجرة إلى البذرة
والبذرة إلى التربة
والتربة إلى يد المزارع الطيّب،
وسأترك الحطّاب
بعيداً هناك
يفرك وحيداً أصابع العزلة.
■ ■ ■
(عن موت شاعر)
مثل مشجب مهشّم الرّأس
ترك قميصه هنا
يحمل ذكريات باهتة
يفوح منها 
عرق قديم.
■ ■ ■
أأنت سيئ إلى هذا الحدّ
تواري مراياك بالشراشف،
وما من ميت
في الغرفة سواك.
■ ■ ■
ويكون بداخلي
حياد الزجاج، وبالهشاشة
ذاتها 
أخشى من العطب.
■ ■ ■
لا تربّت على كتفي
لا تقد يدي إلى وجهة الغد
لا تسدد سبّابتك نحو ورود الأمل
لا تحرّك شفاهك بالكلمات المرتبة 
جيّداً بورق السوليفان
لا تقوّس حاجبيك
أو تغمز
إنّي أغلقت عينيّ
منذ أمس
■ ■ ■
هكذا
تخيّلت الشعر
فلاحاً بقبعة قشٍّ
يزرع من أجل الآخرين
أرضاً ليست له!!
■ ■ ■
بمواعظ الهواء
وقليل من رجفة التراب
بالكثير من دوخة النار
والقليل أيضاً من رطانة الماء،
هناك
كنت تماماً
خارج الكيمياء.

* المغرب