حين تبيّن أنّ كل شيء في البيت لم يعد لائقاً، اشترى العديد من الصور القديمة وعلّقها على الجدار. لا بدَّ أن أتخفّف بخصوص السعادة، حالياً، لأكُن هادئاً ولطيفاً، ليس ثمة ما يجعلني أسعى لإعادة الماضي في صحنٍ من قش، اللحظات ذهبت إلى قيلولتها، ربما تركتُ بعضاً من الأسباب التي تبرّر سباقي إلى الدهشة!في بيت صديقي تتغيّر العناوين، حتى الأحلام تتحرك في فراغاتٍ مُفزِعة، ليس في مقدوري أن أصفّف الأحداث كما يحلو لي، شروط الإقامة تَحتمل -على الأقل- المفاجأة حالَ غيّرتُ في التوقيت. لن أتأخّر، هذه المرّة، في الالتفاتة، ربما سأبارك فوهة ما تريد أن تتأمل عيناي.

كلا، لن أترك الرؤية خلفي، الحاملون قبّعاتَهم سيحيّون زيارة الهواء لأحلامهم المرتديةِ أثوابَ المنافسة. بكل بساطة، لن تعود البراءة إلى إيقاد مصباحٍ، حيث تركناها عند أقدام ملؤها رائحة المجيء. حتى الخريف بات يمتلك مرآة يحجب بها نظر كلّ من يريد أن يستلقي فوق أعشاش العصافير.
أرأيت، صديقي؟! تمّ تأجيل كل شيء، بما فيها الساعات، إلى فترة تحسين مَظهر الحصان الذي زرناه قبل أن نتوقف عن الركض أمام ما يقلقنا. يمكنه، الموتُ، أن يحرّرنا من نفقات ما نحن به، لكنّه، الحبّ من سيزورنا غداً. الأيامُ، إن تأخرتُ، سترتدي ثوب العرس، ربما سمعنا الكثير كهذه الحِكم.
رأسي يؤلمني لكن، أبداً، البياض عادلٌ مع الليل. ليس مستحيلاً البقاء في الظنّ، بل هي الزيارة إلى هناك، لنكُن لطيفيَن في العتمة حين نلامس الأشياء، حيث نكون منتصرَين في العيون التي تشكّل ثُكنة، كمظروفٍ أتعبه البريد.
أفقياً لم ينتبهوا إلينا، كانوا أكثر لباقةً من تلك المساحة المشكِّكة بالإخلاص، العيون لم تكن تناقش الأداء الممهّد إليها/ العربة. خارج الحفلة تسّاقطُ كل الكلمات، أظن أن الكثيرين ارتاحوا من المساحة الممكنة بخصوص ما سأقوله غداً.
لمَ عساي أن أجمع كل الأشياء في الغرفة؛ الخطوات الأولى لا تحتاج إلى ديكورٍ يوثَق به حدّ الملل. المقدرة على عدم التمييز هي وجهة نظرٍ تبدو جميلة، لكنها تفتقر إلى دهشة المهمّ في الأشياء. لا أدري! من الصعب تذكّر ما بُحنا به، سأجلس قليلاً، ربما تعود لترسم لي مقعداً أمام كل بيت. فتحُ الباب ما كان خاطئاً، أحدنا كان في انتظار الآخر، سنمكثُ قليلاً ثمة المزيد من الليل لنحرس كل ما هو هادئ تحت الركام، وسنمسحُ من جديد كل الرصاصات التي تساقطت سهواً على سكينتنا، وكأننا كنّا نياماً حين ابتسم كلٌّ منّا للآخر.
* كاتب سوري