منذ إعلان الرئيس الأميركي، جو بايدن، بُعيد تَسلُّمه منصبه قبل نحو عام، نيّته سحْب القوّات الأميركية المتمركزة في العراق، وتحويل مهمّتها هناك من قتالية إلى تدريبية استشارية في 31 كانون الأول 2021، لم يقتنع كثيرون بهذا الإعلان، الذي ثارت شكوك كثيرة بأنه لا يتجاوز كونه خدعة. وممّا عزّز تلك الشكوك هو أن قرار الانسحاب، في المقام الأوّل، لم يكن «مكرمة» أميركية تجاه العراقيين، بل نتيجة خوف من استئناف عمليات المقاومة التي كانت قد أَجبرت الأميركيين على الانسحاب الأوّل في عام 2011، بعد أن تكبّدوا أكثر من ستّة آلاف قتيل، وما يربو عن تريليون دولار من الخسائر المادّية. وبالنظر إلى أهمّية هذا البلد بالنسبة إلى الولايات المتحدة، فهي عملت، بمساعدة حلفائها العراقيين، على تفريغ اتفاق الإجلاء من مضمونه، فيما تسعى من وراء الكواليس إلى ضمان انتزاع «شرعية» و«أمان» لبقاء جنودها على «أرض الرافدَين»