«آمنٌ طريق بغداد ــ دمشق»، عبارةٌ لم تعد أُمنية، فقد أصبحت أمس واقعاً. وعليه، إن طريق طهران ــ بغداد ــ دمشق ــ بيروت لم يعد «مشروعاً نظريّاً» يأمل «محور المقاومة» أن يدخل حيّز التنفيذ. فإعادة افتتاح معبر القائم ــ البوكمال، كرّست «النظرية». هي معادلةٌ مربكة لمحور واشنطن ــ تل أبيب ــ الرياض. وما حدث ليس استعادة مدينة هنا أو تحرير محافظة هناك، إنما «صفعة» لواشنطن وحلفائها الذين سعوا إلى قطع أي اتصال بين بلدان هذا المحور منذ 2003 حتى اليوم. تلك المنطقة الحدودية، منذ ثمانينيات القرن الماضي، لم تشهد استقراراً أمنيّاً يبرز الدور الاستراتيجي لهذا الخطّ. نظام صدام حسين سابقاً، والاحتلال الأميركي للعراق لاحقاً، وتنظيم «داعش» في الأمس القريب، أرادوا لهذا «الشريان» أن يفقد نبضه، وألا يمكن للعراق الوصول إلى البحر المتوسط، ولا لسوريا الوصول إلى وسط آسيا، عدا تطويق إيران وإبقائها في «عزلتها». إعادة افتتاح المنفذ ترجمةٌ عملية لانتصارات السنوات الماضية. وأي حديثٍ عن انتصار دون اتصال جغرافي بين عواصم تعاونت على قتال عدوّ مشترك هو منقوص. وأي انفتاح للعراق على جيرانه دون سوريا زيادةٌ في «خنقها». اليوم يُسجّل لأصحاب الأرض تحدّي واشنطن ورفض ضغوطاتها، والبحث عن مشتركات من شأنها النهوض باقتصادات دمّرت طوال السنوات الماضية.