وفيما بدا في الاتفاق الأخير أن التصدي لـ«داعش» سيقتصر على قوات «التحالف»، من دون مشاركة عسكرية فعلية لتركيا (باستثناء عملية قصف وحيدة نفذتها في اليوم الأول من الحملة)، تمضي أنقرة في عملياتها ضد مواقع حزب «العمال الكردستاني» الذي خسر في هذه الحملة 390 مقاتلاً، وفقاً لأرقام رسمية أعلنتها أنقرة.
ووصلت ثماني طائرات عسكرية أميركية، أمس، إلى قاعدة إنجرليك في ولاية أضنة جنوب تركيا، بينها ست من طراز «إف 16»، وواحدة من نوع «سي 5»، وأخرى من طراز «كي سي ـ 135». وكانت البعثة الأميركية لدى حلف «شمالي الأطلسي»، قد أكدت عبر موقع «تويتر» أنها نشرت ست مقاتلات من طراز «إف 16» في القاعدة، «دعماً للتصدي لتنظيم الدولة الإسلامية». وبحسب وكالة «دوغان» التركية، نشر «التحالف» قوة من 300 عسكري أميركي في القاعدة التركية «لتنسيق العمليات على الأرض»، بعدما كانت طائرات سلاح الجو الأميركي تقلع حتى الآن من قواعد في الأردن والكويت لضرب مواقع التنظيم.
دعا دميرتاش «العمال الكردستاني» إلى رفع الإصبع عن الزناد
في هذا الوقت، واصل مقاتلون يشتبه بانتمائهم إلى «العمال الكردستاني» عملياتهم ضد أهداف حكومية، حيث أطلق عناصر من «الكردستاني»، صباح أمس، قذائف صاروخية على مخفر لقوات الدرك، في قضاء بولانِك في ولاية موش شرق تركيا. الهجوم أعقب اشتباكات وقعت أول من أمس، بين قوات الأمن ومقاتلين أكراد، أسفرت عن مقتل ستة أشخاص. كذلك، وقع تفجير في ولاية أرزينجان شرق البلاد استهدف قطاراً، ما أدى إلى إصابة مواطنين. وعلّق والي أرزينجان على الحادثة قائلاً إنه يشتبه بأن دوافع التفجير «إرهابية».
في المقابل، دعا زعيم «حزب الشعوب الديموقراطي»، صلاح الدين دميرتاش، أول من أمس، حزب «العمال الكردستاني» إلى «رفع إصبعه عن الزناد» وإعلان التزامه بوقف إطلاق النار، مطالباً كذلك الحكومة بإيقاف عملياتها الأمنية وإعلان استعدادها للحوار. ووجه دميرتاش، كلامه لرئيس الحكومة المنتهية ولايته أحمد داود أوغلو، قائلاً إنه «قد يتشكل ائتلاف حكومي وقد لا يتشكل، لكن السلام هو المهم»، مضيفاً: «يا داود أوغلو لا نطلب ذلك منك... فأنت ملزم به».
وكانت وكالة «الأناضول» التركية قد أعلنت أمس أن 390 مقاتلاً كردياً من «العمال الكردستاني» قتلوا، فيما جرح 400 آخرون خلال أسبوعين في الغارات الجوية التركية على مواقع للحزب شمال العراق. وقالت إن أربعة من قادة الحزب ونحو ثلاثين مقاتلة كردية قتلوا في الغارات التركية. ولم تشر الوكالة إلى الغارات الثلاث التي استهدفت تنظيم «الدولة الإسلامية».
على صعيدٍ آخر، وقبل نحو أسبوعين من انتهاء مهلة مشاورات تأليف الحكومة، أكد أحمد داود أوغلو أن المشاورات الحكومية مستمرة من دون أن تتأثر بالهجمات، وذلك خلال تفقده مبنى رئاسة فرع حزب «العدالة والتنمية» في اسطنبول، بعد تعرضه لهجوم مسلح أول من أمس.
(الأناضول، رويترز)