شهدت مسألة اتهام واشنطن لموسكو بالتدخل في الانتخابات الأميركية تفاعلاً واسعاً، خلال اليومين الماضيين، على خلفية ما نقلته صحيفة "واشنطن بوست"، يوم الجمعة، عن مسؤولين في وكالة الاستخبارات المركزية، تأكيدهم أن روسيا سعت إلى انتخاب المرشح الجمهوري دونالد ترامب رئيساً.
ونددت روسيا، أمس، بهذه الاتهامات، مشيرة إلى أنها "لا أساس لها". وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف: "ظهرت في وسائل الإعلام، بنحو مثير للاستغراب، معلومات كهذه من مسؤولين كبار في الولايات المتحدة وبريطانيا". وأكد للصحافيين أن "لا شيء من هذه الادعاءات مرفق بمعلومات، حتى لا نتحدث عن أدلة. كل هذا يبدو اتهامات لا أساس لها، غير مهنية ولا علاقة لها بالواقع".
وكانت مصادر قد أبلغت "واشنطن بوست" أن أشخاصاً مرتبطين بموسكو سلموا موقع "ويكيليكس" رسائل إلكترونية مقرصنة من حسابات جون بوديستا، المدير السابق لحملة المرشحة الديموقراطية هيلاري كلينتون والحزب الديموقراطي، مشيرة إلى أن تدخل موسكو كان بهدف مساعدة ترامب في الفوز.

نددت روسيا
بالاتهامات، مشيرة إلى أنها
{لا أساس لها»

ونشرت آخر استنتاجات الـ"سي آي ايه"، مساء الجمعة، بعيد طلب الرئيس باراك أوباما لتقرير مسهب عن عمليات القرصنة المعلوماتية التي جرت خلال الحملة الرئاسية. وقد نقلت "واشنطن بوست" عن مسؤول رفيع المستوى في "سي آي إيه"، قوله إن "دوائر الاستخبارات تعتقد أن هدف روسيا كان تفضيل مرشح واحد على آخر، ومساعدة ترامب لانتخابه".
إلا أن ترامب ردّ على هذه التصريحات، مشدداً على أنه "لا يصدق" استنتاجات "سي آي ايه" بشأن تدخل روسيا لانتخابه. وفي مقابلة بثتها قناة "فوكس نيوز"، سُجِّلَت يوم السبت، عن هذه المعلومات قال: "أعتقد أنه أمر سخيف. إنها ذريعة جديدة لا أصدقها". وأضاف أنهم "لا يعرفون إذا كانت روسيا أو الصين، أو أي جهة أخرى" قد مارست القرصنة ضد هيئات سياسية، خلال حملة الانتخابات الرئاسية. وعقّب ساخراً بأنه "قد يكون شخصاً كان في سريره في مكان ما. لا يعرفون شيئاً بعد".
وغداة تعقيب ترامب، عاد البيت الأبيض ليصعّد في إطار تشكيكه بالعملية الانتخابية، فقد أعلن المتحدث باسمه جوش إيرنست أن البيت الأبيض يؤيد المراجعات التي يجريها الكونغرس للتدخل الروسي في الانتخابات الرئاسية، مضيفاً أن وكالات الاستخبارات تتعاون عن كثب مع النواب من الحزبين.
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه العلاقة بين ترامب وروسيا تقارباً ملحوظاً. وفي هذا السياق، قال مستشار دونالد ترامب السابق، كارتر بيج، إن بإمكان واشنطن وموسكو التعاون في مجالات عدة، مؤكداً ضرورة تجاوز التوجهات السلبية الموجودة في العلاقات الثنائية.
وتطرق بيج، في كلمة ألقاها في موسكو، إلى العقوبات الاقتصادية المفروضة على روسيا، مؤكداً أنها تؤثر أيضاً ببعض الشركات الأميركية. إلا أنه أشار إلى أنّ من المبكر الحديث عن رفعها.
(رويترز، أ ف ب)