استقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب المستشارة الألمانية انجيلا ميركل في البيت الأبيض، أمس، وسط رغبة مشتركة في تأكيد متانة الروابط بين بلدين حليفين، إثر سلسلة من التصريحات المتوتّرة المتبادلة.وبعد اللقاء، أعلن ترامب، في مؤتمر صحافي مشترك مع ميركل، أنه أكد مجدداً "دعمه القوي" لـ"حلف شمال الأطلسي". وقال: "كررت كذلك الحاجة إلى أن يدفع حلفاؤنا في الحلف حصتهم العادلة (في النفقات) الدفاعية" للمنظمة الأطلسية.

من جانبها، أكدت ميركل أن "على ألمانيا أن تزيد نفقاتها" داخل الحلف. وقالت: "نلتزم اليوم هذا الهدف البالغ 2 في المئة (من إجمالي الناتج الداخلي) حتى عام 2024". وتابعت: "العام الماضي، زدنا نفقاتنا الدفاعية بنسبة 8 في المئة وسنعمل مجدداً على هذا الأمر".
من ناحية أخرى، أكد ترامب أنه ليس "انعزالياً"، على صعيد التجارة، بل يؤيّد تجارة "منصفة". وفيما أعرب عن تأييده للتبادل الحر، أضاف أن "التبادل الحر بيننا أدى إلى أمور سيّئة كثيرة"، على صعيد الديون والعجز.
وفي هذا السياق، أملت ميركل باستئناف المفاوضات التجارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة. وأكدت أن "نجاح الألمان" على صعيد الاقتصاد، وأيضاً في قضايا الأمن والسلام، يأتي بفضل "الاندماج الأوروبي"، مشيرة إلى أنه "أمر أنا مقتنعة به إلى حدّ كبير". لكنها أعربت عن اعتقادها من جهة أخرى بأنه "ينبغي التعامل مع العولمة بروح منفتحة".
وبعد تصريحات قاسية حيال مواقف برلين التجارية، تبنّى الرئيس الأميركي لهجة أكثر اعتدالاً، وقال: "مع ألمانيا، أعتقد أننا سنقوم فعلاً بعمل جيد". وأضاف: "عليّ القول إن المفاوضين الألمان قاموا بعمل أفضل من الولايات المتحدة، ولكنني آمل أن نعود متساوين". وتابع ترامب: "لا نسعى إلى الانتصار، كل ما أريده هو الإنصاف. لقد حققت ألمانيا نتائج جيدة جداً من اتفاقاتها التجارية مع الولايات المتحدة، وهذا مدعاة فخر لها".
وتدارك بالقول: "ولكن أستطيع الحديث عن دول أخرى مثل الصين، أو ربما أي دولة أخرى تربطنا بها أعمال، هذا ليس فعلاً ما يمكن وصفه بأنه جيّد لعمالنا"، مكرراً أن اتفاق التبادل الحر بين الولايات المتحدة والمكسيك وكندا بمثابة "كارثة".
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)