تمكن مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو الذي وصل إلى طهران، أمس، من زيارة موقع بارشين. وقال المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية بهروز كمالوندي إن «أمانو قام بزيارة رسمية لموقع بارشين. لقد زار بعض المشاغل التي انتشرت معلومات خاطئة في شأنها».
وقبل بارشين، بحث أمانو مع الرئيس حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية علي أكبر صالحي، تنفيذ «خريطة الطريق» بشأن برنامج إيران النووي. كما تحدث في جلسة مغلقة أمام لجنة خاصة في مجلس الشورى شُكلت لدرس الاتفاق النووي. وقال إن الوكالة تحترم القضايا السرية لأنها تتعاطى معها بجدية، معتبراً أن لقاءاته مع المسؤولين الإيرانيين «تنصب في إطار الحوار البنّاء».
وفي سياق ترحيبه بالاتفاق النووي، قال أمانو إن مجلس حكام الوكالة أوكل إليه مسؤولية تنفيذ الأنشطة المتعلقة بالاتفاق بين إيران ومجموعة «5+1»، مضيفاً أن مهمته، في هذا الإطار، تكمن في اختبار صدقية إيران، وأنه واثق بأداء هذه المهمة بنجاح من خلال تعاون طهران وإنجاز الاتفاق الذي جرى التفاوض بشأنه عشرين شهراً. وأكد أمانو أن هذا الملف لن يبقى مفتوحاً إلى الأبد، مشيراًَ إلى أنه «من المقرر أن يجري إغلاقه نهاية العام الحالي».
في سياق متصل، قال المدير العام للوكالة الذرية، إثر لقائه روحاني، إن «الوكالة تريد توضيحات بشأن بعض المسائل، وهكذا تقوم بأداء واجباتها، ما قد يمثّل أساساً جيداً لتعاون على المدى الطويل». وأضاف أن الوكالة تتحرك «خطوة بعد خطوة في درس البرامج» النووية لإيران وتحاول نقل نتيجة عملها «بطريقة غير منحازة».
وثمّن أمانو الترتيبات المتوافرة، خلال الزيارة لتنفيذ مهمات الوكالة، معرباً عن أمله في أن يجري في مجلس الحكام تقديم تقرير خبراء الوكالة في مجال «PDM» (الأبعاد المحتملة للبرنامج النووي الإيراني) سريعاً في إطار الاتفاق النووي، بعد الاتفاق مع أعضاء الدول المفاوضة.
وعبّر أمانو عن ارتياحه لتطوير التعاون بين إيران والوكالة، بعد انتخاب روحاني رئيساً للجمهورية في إيران، وإنجاز الاتفاق النووي وتوقيع خريطة الطريق بين إيران والوكالة بعد اللقاء الأخير مع الرئيس الإيراني، مضيفاً أن «الوكالة تسعى إلى الشفافية في القضايا وتنفيذ الواجبات المناطة بها والتي بإمكانها أن تمثل أساساً جيداً للتعاون بعيد الأمد».
من جهته، أعلن روحاني أن بلاده ستطبق «البروتوكول الإضافي (لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية) على نحو طوعي». وأضاف متوجهاً إلى أمانو بالقول «نأمل أن تقوموا أيضاً أنتم بمراقبة منصفة لتطبيق» الاتفاق النووي، الذي وُقع في 14 تموز بين إيران والقوى الكبرى.
والبروتوكول الإضافي لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية يتيح للوكالة الدولية للطاقة الذرية تكثيف مراقبة برامج نووية في العالم، بهدف التحقق من أنها لا تستخدم لغايات غير سلمية.
وذكر روحاني، أيضاً، بأن بلاده لم تسع أبداً إلى «تحويل برامجها السلمية» لغايات أخرى. وقال «لحسن الحظ أن عمليات المراقبة والتفتيش المفاجئ، التي جرت على مدى الأعوام الماضية، قد أثبتت سلمية الأنشطة النووية الإيرانية وجرى التأكيد على هذه النقطة وهي أن إيران لم تنحرف أبداً عن برنامجها السلمي»، كما أكد أن «الوكالة الدولية للطاقة الذرية سيكون لها دور مؤثر في تنفيذ الاتفاق».
أما ظريف، فقد أكد خلال لقائه أمانو إرادة طهران الجادة مواصلة التعاون الثنائي، معرباً عن أمله في أن تؤدي مسيرة التعاون المستقبلي، بين إيران والوكالة، إلى تبديد بعض التصورات السلبية لدى الرأي العام في البلاد، إزاء هذه المؤسسة الدولية التخصصية ومكانتها المهنية، بصورة كاملة.
(الأخبار)