تبثّ المنصّات وجوهاً ومؤخّرات بلا هوادة. وجوه ضاحكة ببلاهة، وأخرى ضَجِرة ومُضجِرة، ومؤخّرات منتفخة تغطّي مساحة شاسعة من الشاشة كما لا يستطيع أيّ وجه. اليدان، إن وُضعتا على العينين لحجب الرؤية، لن تستطيعا الإفلات من تلقّي هذا التدفّق البصري القائم على بطولات استعراضيّة تنخر كإبر تحت الجلد. الشاشات ملتصقة بعيوننا، ولا مسافة فاصلة بين الرائي والمرئي. مع هذا، تحاول مقالات عدد «أوضاع معاصرة» استعادة حقّ العيون في الفكاك من سطوة الصورة، في التمهّل والابتعاد قليلاً بما يكفي للنقد، ولبعثرة صلابة الظاهر.
(تصميم: فرانسوا الدويهي)