خبّأَ سرَّهُ عند ذاتِ الضفيرة. المنحنَى والعتبة والمقصّ؛ ندبتُهُ التي يصقلُها لسانُ النار كلّما تحسّستْهٰ مقابضُ الأبواب.
■ ■ ■


الفمُ لم يطلب الحِداد لكنّها الصورةُ تعتمُ في العين.

■ ■ ■


يفضُّ نومَهُ أزرقُ الحلم. دوائرُ لا نهائيّة وحمائمُ تضطربُ أجنحتُها في خفقٍ مُلحٍّ وبعيد بعيد.
تفسّخَ جلدُهُ، ولم تصدر عنهُ حتّى التأتأة.

■ ■ ■


حتّى العينُ جمُدَتْ في شهقتِها.
تكلّمَ رنينُ الومضةِ على تقطّع جارف عن تفصيلٍ لم يرَهُ أحد؛ لم يرَ ذروتَهُ غيرُه.
هِبتُهُ القليلة بدّدَها الدخان.
تهدّجَ المقصُّ كما لو أنّهُ يرثي الليل.

■ ■ ■


النائمُ في طقطقةِ المقصّ يأكلُهُ حلمُه، فيما النارُ تلهث والوجهُ، جامداً، يمرّ.

■ ■ ■


كلّما حكَّهُ الانتظار أخرجَ سمكتَهُ الدائخةَ، بينَ قضبانِ الملح، يفسّحها في بحرٍ يَجهَرُ بشباكِه أيُّها الصيّاد، الخاتَمُ لا يضحك مرّتيْن!

■ ■ ■


الفمُ المطبِق تزمُّهُ رقّة الظلِّ البعيدة. الورقةُ حائمةٌ في فوضى الريش لكنّ السرابَ يكيد.
أيّتها الولهَى ما طعمُ الرمل؟

■ ■ ■


شرارةٌ تقولُ الاختناقَ كلَّه. تنضحُهُ الشهقةُ ويتآمر عليهِ الزفير. وظهرُهُ المكشوف سيّلتْهُ النظرةُ التي طالت وطالت، ولم تقترب.

■ ■ ■


ـ الشمسُ لا تنحت. الشمسُ تذيب! 
... لم تتوقّف الريحُ لتكملَ حديثَ أسنانِها على جسدِه. 

■ ■ ■


جُنَّ صومُهُ الطويل. بأطيافِهم، مرّوا صوبَ أذانٍ لم يبلغْه. حرّكَ العتمةَ بحجرٍ طائش واندسَّ يعصرُ ثوبَهُ في النسيان.

■ ■ ■


غريقٌ لا يدّعي ولا تهمّه شؤونُ الجنازة. أوثقَ قدميْهِ وأثقلَهما بالحجارة، ثمّ ذهب إلى تاريخِ الماء سطراً من اللمعان وقهقهةً ممتدّة.


■ ■ ■


في النعاس، كان الفمُ مثمراً نديّاً. يطعِمُ عمراً كاملاً.

■ ■ ■


الرعشةُ المخبوءة تحتَ الجلد. ترقبُها ناعمةً تقطُرُ بالعرق. اللمسةُ في انتظارِها الحنون.

■ ■ ■


يدندن وخريطتُهُ تتفتّح في القدمين. اللحنُ يتصاعد. يمشي ليلَهُ، يمشيه.
* شاعر وكاتب سعودي