استحق ناديا الرياضي وغورغان الوصول إلى السلسلة النهائية من بطولة السوبر لغرب آسيا. النادي البيروتي ورغم الظروف الصعبة التي عاشها خلال الأشهر الماضية، جراء الإصابات وعدم استقرار لاعبيه الأجانب، تمكّن من الفوز على الأرثوذوكسي الأردني، وبعده بيروت فيرست كلوب اللبناني ليصل إلى النهائي. أما غورغان الذي تصدّر مجموعته في الدور الأول، فقد وصل إلى المحطة الأخيرة بعد تجاوز مواطنه القوي ذوب آهان.وبالوصول إلى هذه المرحلة، حجز الرياضي وغورغان مكاناً لهما في الفاينل 8 الذي يجمع أصحاب المراكز الأولى في منطقة غرب آسيا، ومثلهم في منطقة الخليج، إضافة إلى بطلَي الهند وكازاخستان. وفي هذا الإطار فقد تأهل عن منطقة الخليج نادي شباب الأهلي - دبي الإماراتي كأفضل ثالث، فيما فاز الكويت الكويتي على المنامة البحريني في المباراة الأولى من سلسلة نهائي الخليج. يذكر أن الفاينل 8 ينطلق في 5 حزيران المقبل، وسيكون محصوراً في مدينة واحدة تتجمع فيها الأندية لخوض المنافسات، وأفضل فريقين، سيتأهلان للمشاركة في كأس الأبطال للأندية الآسيوي، والذي سيتأهل بطله إلى كأس إنتركونتيننتال FIBA، وهي أعلى مسابقة لأندية كرة السلة في العالم.
وبالعودة إلى مباراة اليوم فإن الرياضي الذي وصل مساء الثلاثاء إلى طهران سيكون في أفضل حالاته، خاصة بعد تقدمه في سلسلة نصف نهائي بطولة لبنان بمباراتين دون رد على الحكمة في ديربي بيروت. وتحسن مستوى أبناء المنارة بعد تعاقدهم مع اللاعب الأسترالي ـ الجنوب سوداني ديوب ريث ليكون بديلاً عن آثر ماجوك ودانيال أوشيفو. لاعب منتخب أستراليا في الألعاب الأولمبية الأخيرة غيّر كثيراً من شكل الفريق البيروتي، وقدم نفسه منذ اللحظة الأولى كلاعب حاسم هجوماً ودفاعاً، خاصة وأن دوره لا يقتصر على اللعب تحت السلة كلاعب ارتكاز كلاسيكي، بل هو قادر على الخروج بالكرة، والتسجيل عن خط الرميات الثلاثية. وإلى جانب ريث، يتألق الأجنبي الآخر كيفن ميرفي، كلاعب صاحب معدل تسجيل عال جداً (32 نقطة في المباراة الأخيرة). لاعبان غير متطلبان، يجيدان اللعب مع المجموعة، ولا يبحثان عن الأرقام الشخصية، الأمر الذي أعطى الرياضي صورة جديدة وقوية جداً.
يحسم السلسلة النهائية من يفوز في مباراتين من أصل ثلاث


وبفعل هذا التألق للأجانب، تمكن المدرب أحمد فران من إيجاد الكثير من الحلول، خاصة عبر أفضل لاعب في بطولة آسيا الأخيرة وائل عرقجي الذي عاد ليلعب دور صانع الألعاب الكلاسيكي في الكثير من الأحيان، إضافة إلى المدافع القوي كريم زينون وزميله هايك غيوكوجيان. والأمر الأهم بالنسبة إلى الرياضي هو امتلاكه دكّة بدلاء مكتملة. هذا الأمر ظهر خلال سلسلة نصف نهائي الدوري، حين دخل أمير سعود والمخضرم إسماعيل أحمد في فترات حساسة أمام الحكمة، ليحسما اللقاءين عبر تسجيل نقاط حاسمة عن خط الرميات الثلاثية. وإضافة إلى كل هؤلاء، عاد علي منصور من إصابة قوية أخيراً، وقدم مستوى أكثر من ممتاز في لقاء الحكمة الأخير، ليعطي مدربه حلولاً أكبر على مستوى صناعة اللعب، واستخدام الأجنحة لضرب الخصوم عن خط الرميات الثلاثية، والاختراقات من تحت السلة.
وإذا ما أراد الرياضي العودة بفوز ثمين من طهران، فعليه التركيز على خططه الدفاعية، وإيقاف أبرز مفاتيح بطل إيران في آخر ثلاث سنوات، وهما بهنام ياخشالي ومحمد جامشيدي، كما اللاعبين الأجانب. ويتمتع غورغان بنقاط قوة كثيرة، أبرزها عامل الثبات والاستقرار الذي يعيشه منذ فترة، كما أنه سيحظى في مباراة اليوم بدعم جماهيري كبير في ملعب صعب على أي زائر.
وفي حال الفوز بمباراة اليوم سيسهل الرياضي المهمة على نفسه قبل لقاء العودة 17 أيار الحالي، حيث اختار ملعب مجمع نهاد نوفل في ذوق مكايل كأرض له، وذلك بهدف السماح لأكبر عدد ممكن من الجمهور اللبناني لحضور المباراة، خاصة وأن النادي البيروتي يمثل كل لبنان في هذه البطولة، وليس نفسه فقط. وفي حال فاز كل فريق في مباراة، ستقام مباراة ثالثة وحاسمة في 24 الشهر الجاري في مجمع آزادي في طهران أيضاً.
وسينتظر الفائز في هذه السلسلة، الفائز من نهائي الخليج بين المنامة والكويت، اللذين يلعبان مباراتهما الثانية في 15 الشهر الجاري بالبحرين.
بطولة مميزة في نسختها الأولى، أعطت نكهة جديدة لكرة السلة في غرب آسيا والخليج، والأكيد أنها ستشكل حافزاً للأندية الوطنية في أي بلد في المنطقة وكذلك في كل آسيا، من أجل تطوير نفسه ورفع مستواه وتحقيق نتائج محلية مهمة، من أجل المشاركة في البطولة القارية.