مع اقتراب شهود مسرح العمليات الأوكراني هجوماً جديداً يدفع الغرب، كييف إليه، علّه يكون حاسماً في ترجيح كفّة الحرب لمصلحتها، لا يَظهر أن دفْق السلاح (الغربي) المستمرّ منذ بدء العملية العسكرية الروسية، سيكون مفتوحاً إلى ما لا نهاية، في ظلّ حالة التململ المتزايدة في الولايات المتحدة، والتي تُعبّر عنها خصوصاً المعارضة الجمهورية. لكن ما تقدَّم لا يعني بأيّ حال أن الغرب لن يجرّب كلّ ما في مستطاعه في سبيل كسْب الحرب، وهو ما بيّنته التسريبات الأخيرة لوضعية القوات الأوكرانية والسلاح الثقيل المرتقَب وصوله إليها لإطلاق «هجوم الربيع». في هذا الوقت، تتهيّأ القيادة الروسية بدورها للمعركة العتيدة، مقتنعةً بأن عامل الوقت لا يزال يلعب في مصلحتها، مُشكِّكةً في مدى قدرة حلفاء كييف على مواصلة دعمها عسكرياً وماليّاً إلى ما بعد ربيع العام الحالي، ومُرجِّحةً أن تعود تلك الأطراف إلى تفضيل خيار المفاوضات
رويداً رويداً، يتهيّأ مسرح الحرب في أوكرانيا لـ«هجوم الربيع» الذي يَدفع الغرب كييف في اتّجاهه منذ أشهر، على أمل تغيير خريطة السيطرة الميدانية هناك منذ نجاح القوات الأوكرانية في تسجيل تقدُّم كبير في منطقتَي خاركيف على الجبهة الشمالية الشرقية، وخيرسون على الجبهة الجنوبية، أواخر الصيف الماضي. فصول تلك الحرب شهدت مراوحة شبه تامة خلال فصل الشتاء، وسط مساعٍ من جانب القوات الروسية لتوسيع نطاق سيطرتها، وإنْ بوتيرة بطيئة وتدريجية، وهي تبدو بالفعل على وشك الإطباق الكامل على مدينة باخموت، الواقعة في «جمهورية دونيتسك الشعبية» في الشرق. وعلى مدى الأشهر القليلة الماضية، توالت الأنباء عن نيّة عواصم غربية عدّة تزويد كييف، المدفوعة بطموحات رئيسها فلوديمير زيلينسكي لطرد القوات الروسية من مدن البلاد كافةً، بأعداد جديدة من الدبابات والمدرعات، إضافة إلى الطائرات المقاتلة وأنظمة الدفاع الجوي.
الجانب الأبرز من ذلك الدعم، كشفته وثائق مسرّبة من داخل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» مطلع الشهر الجاري، حين أشارت إلى أن «اللواء 82» في الجيش الأوكراني سيتسلّم، خلال وقت قريب، 14 دبابة بريطانية من طراز «تشالنجر- 2»، و40 مدرّعة ألمانية من طراز «ماردر»، فيما سيتلقّى «اللواء 33»، بدوره، عشرات الدبابات من طراز «ليوبارد- 1» و«ليوبارد- 2» الألمانية مقدَّمة من عدد من دول «الناتو»، بعد إعطاء برلين موافقتها على الأمر. وعلى رغم أن الوثائق المنشورة أثارت بلبلة في أوساط دول «الأطلسي»، وبخاصّة في الولايات المتحدة، كوْنها تضمّنت معلومات سريّة وحسّاسة حول وضعيّات الجيش الأوكراني، ورسوماً بيانية لتسليم الأسلحة المتوقّع، وقدرات القوات والكتائب وأحجامها، إلى جانب معلومات أخرى عن برامج تدريب وتسليح القوات الأوكرانية، فإنّ تلك المعلومات تجد ما يؤيّدها في تصريحات علنية لقادة ومسؤولين من دول غربية، على رأسها ألمانيا، والولايات المتحدة، عكست موافقتهم، بعد طول تردّد وموجة تباينات بداعي الخوف من إثارة غضب موسكو، على تعزيز القدرات العسكرية لأوكرانيا قبل الجولة المقبلة من التسخين على الجبهات. من جانبه، أكد وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، توجُّه بلاده إلى تسليم دبابات «ليوبارد» إلى حكومة زيلينسكي في أسرع وقت ممكن، وهو موقف ردّده المستشار الألماني أولاف شولتس مراراً.
الثابت، أن الهجوم الأوكراني المرتقب بات مسألة أسابيع وربّما أيام لا أكثر، فيما هناك مؤشرات إلى إمكانية وقوعه خلال شهر نيسان/ أبريل الجاري، مع أن تسريب الوثائق في شأن وضْع قوات كييف أَرغم الأخيرة على إجراء مراجعة في خططها العسكرية، وفق ما تكشف مصادر مقربة من زيلينسكي. في هذا السياق، تُقدّم المجريات الميدانية في باخموت مؤشراً حول ما ينتظر باقي الجبهات في أوكرانيا في الفترة المقبلة. فالمعركة التي تمكّن فيها العسكريون الأوكرانيون في المدينة، وجلّهم من المجنّدين، والمتطوّعين الجدد، قليلي الخبرة، من إثبات قدرتهم على المقاومة والصمود، في ظلّ التفوّق العددي والتسليحي لأعدائهم، جاءت بأثمان باهظة في العتاد والأرواح، مع اضطرار هؤلاء العناصر إلى اعتماد أسلوب التقنين في استعمال قذائف المدفعية، حصراً في حالات التصدّي لهجوم واسع من قِبَل عشرات الجنود الروس، بسبب قرار القيادة العسكرية الأوكرانية تأخير الاستعانة بعناصر القوّة الضاربة لديها، في انتظار تعليمات القيادة السياسية لاستخدامهم في المعركة القادمة.
في المقابل، وبعد نجاحها في تضييق الخناق على القوات الأوكرانية، لجأت موسكو، لأشهر خلت، إلى اعتماد تكتيكات عسكرية، ولا سيما على خطوط جبهة باخموت، تتوخّى إرهاق أعدائها، وإشغالهم عن الهجوم. وتكشف شهادات العشرات من الجنود الأوكرانيين لصحف أميركية، الحالة المعنوية السيّئة لهؤلاء، وظروف القتال القاسية في معارك باخموت، وسط صعوبات تواجهها الأطقم الطبية لمعالجة العدد الكبير من الإصابات، علماً أن المعارك في المدينة سارت حتى الآن لمصلحة موسكو، مع نجاحها في احتلال القسم الأكبر منها. كما عمَدت روسيا، في انتظار اكتمال خططها برفع عديد الجيش إلى 1.15 مليون وتدريب المزيد من الجنود، إلى نشر عناصر عسكرية غير نظامية في الخطوط الأمامية، كالاستعانة بقوات شركة «فاغنر»، حيث تفادت الزجّ بوحدات عسكرية ميكانيكية كبيرة هناك، لتحييدها عن خطر الصواريخ المضادة للدروع المتوافرة بكثرة لدى الأوكرانيين، بينما ركّزت على استخدام الطيران المسيّر، وتكثيف ضرباتها المدفعية ضدّ المواقع الأوكرانية والتي تجاوز عددها في بعض الأحيان 200 ضربة في اليوم الواحد. كذلك، واصل الروس تحصين مواقع تمركزهم في أكثر من جبهة، ولا سيما عبر حفر الخنادق وزرع الألغام.
أَمّا على صعيد استهلاك الذخائر، فإن الأمر أصبح يشكّل معضلة أخرى على الجبهة الأوكرانية - الروسية. وممّا أَظهرته الوثائق أخيراً، أن أوكرانيا تستخدم نحو 2750 قذيفة مدفعية، و14 صاروخ «هيمارس» دقيق التوجيه أسبوعياً. كما أنّ ذخائر نظام الدفاع الجوي «SA-10» و«SA-11»، المعروف باسم «PUK»، نفدت خلال شهر آذار/ مارس الفائت، بينما يُتوقع أنّ تنفد ذخائر نظام «S-300» مطلع شهر أيار/ مايو المقبل. وضمن الإطار نفسه، جاءت توجيهات الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بتعزيز القدرات الإنتاجية للصناعات الدفاعية لبلاده، ومنْح العمالة الماهرة العاملة في تلك الصناعات إعفاءات مؤقتة من أداء الخدمة العسكرية، ردّاً على توجهات غربية مماثلة لرفْع معدّلات إنتاج بعض صنوف الأسلحة والذخائر، بوجه عام، وقذائف المدفعية، بوجه خاص، بمقدار ستّة أضعاف. وبحسب خبراء عسكريين أميركيين، فإن الطرف الذي سيتمكّن من كسْب سباق إعادة تسليح قواته في الأشهر المقبلة، سيكون له الأفضلية في الميدان في المراحل اللاحقة من الحرب. وبناءً على هذه المعطيات، يبدو أنّ القيادة الروسية ما زالت على اقتناعها بأن عامل الوقت يلعب لمصلحتها، إذ يشكّك الرئيس الروسي في مدى قدرة حلفاء كييف الغربيين على مواصلة دعمها عسكرياً وماليّاً إلى ما بعد ربيع العام الحالي، مرجّحاً أن تعود تلك الأطراف إلى تفضيل خيار المفاوضات في وقت قريب، حين تتقلّص قدرة أوكرانيا على الحفاظ على مكاسبها الميدانية، ومقاومة القوات الروسية بفعل الإنهاك، وتقلُّص الدعم الغربي. حسابات الكرملين حيال هذه المسألة تنطوي على تساؤلات مشابهة في شأن قدرة أوكرانيا على ترجمة نجاحاتها العسكرية السابقة في شنّ عمليات برية واسعة النطاق لطرد القوات الروسية من مواقعها المحصّنة في المدن الكبرى، بما في ذلك ميليتوبول، والأجزاء الخاضعة لسيطرة موسكو في خيرسون، وفق مجلّة «ناشونال إنترست».
وانطلاقاً من الحصيلة الثقيلة من القتلى والجرحى التي تكبّدها الجيش الأوكراني خلال الحرب، بشكل عام، والمقدّرة بنحو 100 ألف جندي، من أصل تعداد الجيش الأوكراني قبيل الحرب البالغ 260 ألفاً، هرعت دول وحكومات «الناتو» إلى تعويض تلك الخسائر البشرية، بتدشين برامج تدريب عسكري للقوات الأوكرانية سواء داخل البلاد، أو خارجها. كذلك، تعمل وزارة الدفاع في حكومة زيلينسكي على إعادة تشكيل ما كان يُعرف بـ«كتيبة آزوف»، ذات الميول القوميّة المتشدّدة، بعدما قُتل وجُرِح معظم أفرادها خلال معارك ماريوبول. وبالعودة إلى الوثائق المسرّبة، فإن البرامج تشمل تدريب ما لا يقلّ عن 12 لواءً أوكرانيّاً، تسعة منها تمّ تدريبها وتزويدها بالعتاد من قِبَل الولايات المتحدة وحلفاء «الناتو» الآخرين، على رأسهم ألمانيا. وبحسب الوثائق، يُتوقّع اكتمال تدريب معظم أفراد هذه الألوية، من ضمنها قوات ما يُسمى وحدات «الحرس الخاص بالعمليات الهجومية»، التي يفوق عديدها 30 ألف عنصر، خلال شهر نيسان/ أبريل الجاري، أي الفترة المتوقّعة لشنّ «هجوم الربيع». وبينما تتكّتم حكومة زيلينسكي عن العدد المطلوب لإنجاح هذا الهجوم، والمرجَّح، وفق أحد السيناريوات، أن يستهدف اختراق الدفاعات الروسية جنوباً حيث السهول الزراعية الواسعة، والممتدّة على طول خطّ ساحل بحر آزوف، بعمق لا يقلّ عن 50 ميلاً (حوالي 80 كيلومتراً) في اتجاه مدينة ميليتوبول، وذلك بهدف تقطيع أوصالها مع شبه جزيرة القرم، الواقعة على البحر الأسود، أو العمل على مباغتة القوات الروسية في إقليم دونباس، شرقاً، وفق سيناريو آخر، تبيّن الوثائق الحاجة إلى أكثر من 250 دبابة و350 مدرعة لهذا الغرض. وبالنظر إلى حجم الانتشار العسكري الروسي الكثيف على الجبهة الشرقية، ثمّة مَن يرجّح أن تكون الجبهة الجنوبية هي مسرح العمليات المتوقّع للنشاط العسكري الأوكراني المقبل.
وبخصوص فرص نجاح الهجوم الذي تتوخّاه كييف، والغرب كلٌّ لأهدافه الخاصّة، تشدّد مديرة «معهد ماكين» للدراسات، إيفلين فاركاس، على أنّ اكتمال تدريب العناصر العسكرية الأوكرانية وتسليحها، في الوقت المناسب، من شأنه أن يمنح أوكرانيا القدرة على إلحاق خسائر بالجيش الروسي يمكن أن يترتّب عليها تبعات جيوسياسية بعيدة المدى، سواء لناحية إضعاف موقف روسيا العسكري في أوروبا الشرقية، أو تقليص حدّة تأثيرها على مسار المفاوضات لوقف الحرب مستقبلاً. وتضيف إنّ «الكثير من الأمور يمكن أن تتغيّر بفعل تدفّق الأسلحة الغربية الجديدة إلى الخطوط الأمامية للمعارك، وانخراط عشرات الآلاف من الجنود الأوكرانيين» في الهجوم. من جهة أخرى، يشير باحثون غربيون إلى أنّ نجاح خطّة الهجوم الأوكراني خلال فصل الربيع، غير مضمون إطلاقاً، ولا سيما أن عدداً من دول «الناتو» تباطأت في توريد الأسلحة إلى قوات زيلينسكي، على رغم إتمام الآلاف من عناصرها مشاركتهم في دورات تدريبية مكثّفة في مجال التكتيكات العسكرية الهجومية. من هذا المنطلق، يرى المحلّل العسكري في معهد «أبحاث السياسة الخارجية»، روب لي، أنّ هذا الواقع يشي بأنّ «هناك الكثير (من الأمور العسكرية) التي يتعيّن على العسكريين الأوكرانيين إتقانها خلال وقت قصير»، معتبراً أنه «سيتعيّن عليهم أيضاً الذهاب (إلى المعركة) قبل حصولهم على كل المعدات المطلوبة».
وكصورة أوّلية عن استعدادات كييف لشنّ عملية عسكرية واسعة ضدّ القوات الروسية، بالتزامن مع نشرها صوراً لتسلّمها دبابات «تشالنجر»، وعربات «ماردر»، وإعلان وزارة الدفاع الأميركية أن الأطقم الأوكرانية أنهت تدريباتها على نظام «باتريوت» للدفاع الجوي قبل أيّام داخل الولايات المتحدة، فقد وضعت القوات الأوكرانية الأسلحة والمعدّات العسكرية اللازمة في حالة الجهوزية تحضيراً لاستخدامها قريباً في اختراق خطوط التحصينات المعادية، وعبور حقول الألغام. ومع ذلك، يشكّك خبراء عسكريون غربيون في ما إذا كانت تلك التحضيرات كافية، كمّاً ونوعاً، لتحديد الساعة الصفر لـ«هجوم الربيع». وبحسب تقديرات هؤلاء، فإن الهجوم المضادّ الذي تعمل عليه وزارة الدفاع الأوكرانية، بالتعاون مع حلفائها الغربيين، يمكن أن يقتصر، وخاصّة في مراحله الأولى، على محاولة اجتياز العقبة المتمثّلة بحقول الألغام الواسعة التي زرعها الروس، تزامناً مع قصف مدفعي مكثّف في اتجاه نقاط معيّنة من خطوط الاشتباك، على أن يعقبه تقدُّم الدبابات فور نجاح الفرق الهندسية بإزالة الألغام. وفي هذه الحالة، سينصبّ جهد أوكرانيا على استخدام كاسحات الألغام المضادة للأفراد والآليات، المتوفّرة بحوزتها منذ الحقبة السوفياتية، أو تلك التي حصلت عليها من قَبل من الغرب.
تأسيساً على ذلك، تشير صحيفة «نيويورك تايمز»، إلى أنّ الأسلحة الغربية الجديدة، التي تشمل نحو 100 دبابة «ليوبارد» الألمانية، و30 دبابة «آبرامز» الأميركية، يمكن أن تكون حاسمة في تغيير الأوضاع على الجبهة، مضيفة إنّ الحملة العسكرية لكييف، حال حصولها، ستُشكّل اختباراً لقدرة جيشها على إعادة تسليح قواته وتشكيلها من جديد، توازياً مع تحدّي الحفاظ على حافزية جنوده للقتال وهامش المناورة لديه، وهي مزايا برهن عنها في هجمات سابقة، كهجومَي خيرسون وخاركيف. وتلفت الصحيفة الأميركية إلى أنّ تمكُّن كييف من نزع الألغام التي وضعتها القوات الروسية على جبهات القتال، وبخاصّة في الشرق والجنوب، يأتي ضمن المتطلّبات الحاسمة لإنجاح أيّ هجوم أوكراني مضاد. وتتوقّف الصحيفة عند التحديات «الهائلة» لمواجهة القوات الروسية، موضحة أنّه سيتعيّن على الضبّاط الأوكرانيين وضْع الخطط الناجعة لتدمير الخنادق والتحصينات المعادية، وذلك عبر تنسيق الهجمات بين سلاح المشاة وسلاحَي المدّرعات والمدفعية.
بقاء الدعم السياسي والاقتصادي لكييف منوط بنجاحها في تسجيل نجاحات ميدانية خلال الأيام المقبلة


يبقى القول، إنّه ليس من المعلوم مصير الدعم الغربي لكييف مستقبلاً. وعلى ما يبدو، فإن بقاء الدعم السياسي والاقتصادي منوط بنجاح أوكرانيا في تسجيل نجاحات ميدانية خلال الأيام المقبلة. وإذا كان «هجوم الربيع» المرتقب مرتبطاً بأهداف حكومة زيلينسكي الرامية إلى «دحر الاحتلال الروسي» من الأراضي التي ضمّتها موسكو منذ بدء الحرب، فإن للأمر ارتباطاته بجدول أعمال أميركي ينطلق من ضرورة أن تستعيد كييف مزيداً من تلك الأراضي، بهدف تبرير دعمها المستمرّ عسكريّاً وماليّاً لحكومة زيلينسكي، وسط تعالي حدّة المعارضة «الجمهورية» لمقاربة إدارة الرئيس جو بايدن حيال ملفّ الحرب في أوكرانيا. ووسط توقّعات بأن تنفد الميزانية الأميركية للمساعدات العسكرية بحلول أيلول/ سبتمبر المقبل، تصف مصادر عسكرية أميركية رفيعة، الدفعة الأخيرة من قذائف المدفعية والصواريخ لمصلحة الحكومة الأوكرانية بأنها «محاولة أخيرة» لتعزيز وضعيّة كييف.
سبق ذلك، تأكيد من جانب سفير الولايات المتحدة السابق لدى أوكرانيا، ستيفن بيفر، أن «من الصعب الحفاظ على الدعم الغربي لأوكرانيا، إذا أصبحت الحرب هناك حرباً طاحنة بلا نهاية تلوح في الأفق». بدوره، دعا رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارك ميلي، في وقت سابق، إلى عدم التسرّع في تقييم استعدادات كييف لشنّ هجمات مضادة في جبهات الجنوب والشمال الشرقي ضدّ الروس، مؤكداً أنّ «الحرب لم تنتهِ»، وأنّ «روسيا دولة كبيرة»، في إشارة إلى صعوبة تحقيق نصر عسكري أوكراني حاسم. ولشرح الرهانات الأميركية في أوكرانيا، يوجز الباحث في «مجموعة أوراسيا لتقييم المخاطر السياسية»، كليف كوبشان، الأمر بالقول إنّ «النقطة الجوهرية لدى النخبة السياسية في واشنطن تتعلّق بضرورة تحقيق أوكرانيا انتصارات ميدانية واسعة» فور تحوّلها من وضعية الدفاع إلى الهجوم في المرحلة المقبلة التي يستعدّ لها طرفا النزاع، ويترقّبها العالم.