أفرغ العدو، ليل الثلاثاء - الأربعاء، كلّ غلّه تجاه الفلسطينيين، مبتدئاً عدواناً همجياً ضدّ المعتكفين في المسجد الأقصى، سرعان ما تَحوّل إلى شرارة مواجهة مصغَّرة، امتدّت من مدينة القدس إلى مختلف أنحاء الضفة حيث سُجّلت 77 عملية إطلاق نار خلال ساعات فقط، وصولاً إلى قطاع غزة الذي ارتأت فصائل المقاومة فيه، مجتمعةً، أن مشهد قمع المصلّين والاعتداء المبرّح عليهم لا يمكن أن يمرَّر، وهو ما حملها على إطلاق رشقات صاروخية ضدّ مستوطنات «الغلاف». وعلى رغم أن المواجهة ظلّت محصورةً بفعل تسارع الاتّصالات والوساطات التي استهدفت منْع تفجّر الأوضاع، إلّا أنه لا شيء يمنع تجدّدها وربّما اتّساعها في ظلّ مضيّ الجماعات الاستيطانية والكتل السياسية الممثِّلة لها في التحريض على مزيد من الاستباحة للحرم القدسي، في مقابل رفْض المقاومة التعهّد بإبقاء ردودها تحت سقف معيّن، وتوعّدها بعدم السكوت على أيّ انتهاكات جديدة لحرمة الأقصى والمعتكفين الفلسطينيين داخله