«الأمر كلّه متروك لتركي آل الشيخ»! عبارة تصف مسألة عودة برنامج «ستار أكاديمي» بنسخته العربية المتوقعة على قناة lbci بالتعاون مع شركات إنتاج وقنوات سعودية أو إماراتية. إنها المرة الأولى التي يكون فيها الحديث عن عودة «ستار أكاديمي» جدّياً لا مجرّد شائعات كما حصل في السنوات الماضية. من المعروف أنّ شائعات كثيرة تحدّثت عن عودة برنامج «تلفزيون الواقع»، لكن قبل شهر ونصف الشهر تقريباً، تلقّت شركة banijay (بانيجي غروب) الفرنسية للإنتاج، اتصالاً من منتجين وقنوات عربية، طلبوا تقديم نسخة عربية من العمل التلفزيوني. وكانت banijay قد اشترت شركة «إنديمول» الهولندية، منتجة ومبتكرة «ستار أكاديمي» التي أقفلت قبل سنوات معظم مكاتبها في الشرق الأوسط وبعض الدول الأوروبية. لم تمرّ ساعات على انتشار خبر عودة «ستار أكاديمي»، حتى بدأت الأخبار تتحدث عن التعاقد مع هيلدا خليفة لتقديم الموسم الجديد، بعدما رافقت المقدمة اللبنانية العمل التلفزيوني منذ انطلاقتها قبل 20 عاماً.
هل تتولى هيلدا خليفة تقديم النسخة الجديدة؟

بالعودة إلى «ستار أكاديمي»، كانت lbci (إنتاج شركة «فانيلا» لصاحبتها رولا سعد) سبّاقة إلى تقديم أولى نسخات برنامج المواهب الغنائية عام 2003 وتصوير يوميات المشتركين من الشباب والشابات. حقق العمل نسبة مشاهدة عالية، تُرجم في عرض مواسم عدة على المحطة اللبنانية بالتوازي مع قنوات عربية أخرى (cbc المصرية...). كان المشروع يُثير فضول المتابع الذي وجد نفسه غارقاً في مشكلات المشتركين وقصصهم العاطفية ومشكلاتهم النفسية. استطاع «ستار أكاديمي» أن يترك بصمة في عالم برامج المواهب، قبل أن تغزو صفحات السوشال ميديا عالمنا وتنقل يوميات وأنشطة النجوم، ويغيب البرنامج بجميع نسخاته العربية والأجنبية. لكن لماذا عودة «ستار أكاديمي» بنسخته العربية في هذا التوقيت؟ يبدو أن رجوع «ستار أكاديمي» بنسخته الفرنسية قبل أسابيع قليلة على قناة TF1، فتح شهية المنتجين والقائمين على القنوات العربية، لتقديم نسخة عربية منه بعدما توقف عرضه عام 2016. أُدخلت تغييرات عدة على النسخة الفرنسية، وتمّ تقليص مدّة البرنامج بسبب مباريات المونديال، وأجريت تعديلات على أساتذة الأكاديمية. وجاءت النسخة الفرنسية من «ستار أكاديمي» بعدما احتفلت TF1 الفرنسية أخيراً بالذكرى العشرين لإطلاق البرنامج، فوجدت أن التفاعل مع الحدث لافت، فقررت تقديم نسخة جديدة منه بعد قرابة سبع سنوات على آخر مواسمه.
لكن يبدو أن عودة البرنامج لا تقتصر على تلك الأسباب فحسب، بل إنّ هناك خلفيات مالية وصراعات إعلامية بين أطراف عدّة!
في هذا السياق، تكشف المعلومات لنا أن رئيس مجلس إدارة lbci بيار الضاهر، قرّر تعويم بعض برامجه القديمة وتقديم نسخات جديدة منها من أجل تعزيز قناته مادياً وتوسيع شبكة إنتاجاته بعدما توقفت سنوات عدة على إثر الأزمة الاقتصادية والمالية التي ضربت البلاد. وتلفت المعلومات إلى أنّ الضاهر عرض فكرة «ستار أكاديمي» بالتعاون مع المنتجة رولا سعد، على قنوات إماراتية وسعودية أيضاً، منتظراً جواباً إيجابياً من إحداهما. لكن الضاهر لن يستطيع وحده إنتاج «ستار أكاديمي» بسبب كلفته العالية، لذا تقدّم بأفكار تلفزيونية متنوعة لجهات إعلامية. وقد تضمنت اقتراحات الضاهر للخليجيّين، جملة مشاريع تتعلّق بالشباب و«تلفزيون الواقع»، وهي الفئة التي يسعى السعوديون إلى مخاطبتها وتعزيز حضورها. وتوضح المصادر أن الضاهر استغلّ المنافسة و«الخلاف» الإماراتي السعودي في الإعلام حالياً، لتقديم عروض للطرفين ربما تثير اهتمام إعلامهما، ليختار لاحقاً الأنسب له مادياً. وقد فتح الضاهر شهية القنوات الخليجية على برامج تلفزيون الواقع التي تثير إعجاب المراهقين وتحدث ضجة في الفضاء الافتراضي، بخاصة أن الإعلام السعودي يشهد فورة برامج وإنتاجات فنية وترفيهية، بينما يسعى الإماراتيون لملء الفراغ الإعلامي بعد النية السعودية بنقل شبكتَي mbc و «العربية - الحدث» من دبي إلى الرياض.
لذلك يشهد السوق الإعلامي الإماراتي زحمة مشاريع لتعويض الهجرة الإعلامية السعودية. وتسعى قناتا «أبو ظبي» و«دبي» لتقديم مروحة برامج جديدة ستنطلق قريباً، ناهيك عن إطلاق منصات ومحطات إماراتية جديدة.
لكن بما أن طابع «ستار أكاديمي» يقوم على «الفضائح» والإثارة بين الطلاب الذين يعيشون أشهراً تحت سقف واحد، فهل يقبل السعوديون أم الإماراتيون بتقديم نسخة جديدة من البرنامج الشهير؟
التصوير سيكون في الرياض لا بيروت كما حصل في المواسم السابقة


في هذا السياق، تلفت المصادر إلى أن برنامج المواهب قد يكون بعيداً قليلاً عن توجّهات القنوات الإماراتية التي تميل نحو البرامج الأكثر «جدية». لذلك ترجّح المصادر أن يذهب «ستار أكاديمي» لصالح السعوديين، وربما تتبناه قناة sbc التي تديرها «هيئة الإذاعة والتلفزيون السعودية»، أو شبكة mbc (وتطبيق «شاهد») التي يضع تركي آل الشيخ يده عليها. وتوضح المعلومات أنه بالنسبة إلى الطرف السعودي، فإنّ الأمر كله بيد «أبو ناصر» الذي يعتبر صاحب القرار الأول والأخير بالنسبة إلى مصير البرامج التلفزيونية. يرفع آل الشيخ لواء المشاريع الفنية والترفيهية ويرصد لها ميزانيات مفتوحة بعدما قرر إعادة جميع المشاريع إلى الرياض. ويبقى السؤال: هل الأرض السعودية جاهزة لبرامج فنية مماثلة، على اعتبار أن «أبو ناصر» قرّر تقديم نسخات سعودية ضخمة من برامج ترفيهية أولها «سعودي آيدول» الذي سيبصر النور على شبكة mbc خلال أيام قليلة. كما يسعى لاستقطاب الشباب عبر طفرة مشاريع تلفزيونية لا مثيل لها. وتتوقع المصادر بأنه في حال وافق آل الشيخ على «ستار أكاديمي»، فإنّ التصوير سيكون في الرياض لا بيروت كما حصل في المواسم السابقة. أمر يتطلّب إجراء بعض التعديلات على البرنامج، تحديداً لناحية مبنى الأكاديمية حيث يعيش الطلاب من شباب وبنات.
في المحصّلة، أمام الضاهر عقبات عدة لتقديم «ستار أكاديمي» على lbci بالتوازي مع قناة سعودية، لأن العمل يقوم على الفضائح، وتلك هي «بهارات» البرنامج، فهل يتقبّلها السعوديون؟ أما العائق الثاني الذي قد يمنع التعاقد بين الضاهر والسعوديين، فهو منافسة رئيس مجلس إدارة mtv ميشال المرّ للاستحواذ على رضى السعوديين. مع العلم أن المرّ قرر دخول السوق السعودي أخيراً وبدأ التعاون مع شركات إنتاج سعودية لتقديم مشاريع مشتركة. إذاً، لا قرار نهائياً بعودة «ستار أكاديمي»، بل إنّ رجوعه مرتبط بمن يربح «الكباش» الخليجي بين الضاهر والمرّ؟



LBCI تجدّد بـ «الموجود»
رغم أنّ قناة lbci كانت سبّاقة في برامجها الفنية والترفيهية، إلا أنّها شهدت تراجعاً لافتاً في السنوات الأخيرة. مع انطلاق البرمجة الجديدة في الخريف الماضي، لوحظ غياب الأعمال التلفزيونية بشكل شبه كلي، مع الاكتفاء ببث بعض الأعمال القديمة وسط غياب البرامج الناجحة. يُرجع بعضهم تراجع المحطة اللبنانية إلى الضائقة المالية التي يعانيها الإعلام اللبناني ككل، بينما يرى بعضهم الآخر أنّ القناة المحلية دخلت في مرحلة كسل، وباتت تعتمد على أرشيفها فقط. لكن يبدو أنّ المحطة تتحضّر لـ «نفضة» صغيرة ستكون عبارة عن إطلاق جملة من الأعمال التلفزيونية التي قد تبعث الحياة والمنافسة مع المحطات الأخرى.
في هذا السياق، بعدما ترك هشام حداد lbci في الخريف الماضي وانضمّ إلى mtv لتقديم برنامج «كتير هلقد»، وقعت محطة الضاهر في أزمة. كيف ستملأ سهرة الثلاثاء التي اعتاد فيها المشاهدون على متابعة «لهون وبس» على مدى سنوات؟ ارتأت القناة تأجيل إطلاق أي مشروع ريثما ينتهي «المونديال» ولاحقاً فترتا عيدي الميلاد ورأس السنة. لذلك قرّرت إطلاق برمجتها الجديدة بداية العام الحالي. فأي برامج في انتظار مشاهدي lbci؟. تحضّر lbci لبرنامج صباحي شامل سينطلق بداية العام المقبل، ويشبه في فقراته البرامج الصباحية التي عرضتها القناة قبل سنوات. يتضمن البرنامج فقرات تسلية وأبراج وموضة وديكور... وتوضح المصادر أن برنامج «نهاركم سعيد» السياسي سيبقى في موعده الصباحي، لكنه سيندمج مع البرنامج التلفزيوني الجديد.
أما مقدّمو البرنامج الصباحي، فهم وجوه شبابية جديدة من بينهم «ملكة جمال لبنان 2010» رهف عبدالله، على أن يُعرض البرنامج طيلة أيام الأسبوع، ويضم فريق عمل متنوعاً. وقررت القناة أن تعزز حضور كارلا حداد عبر تقديمها برنامجاً فنياً جديداً سيُعرض مساء كل ثلاثاء. وقد رصدت ميزانية مقبولة للبرنامج الذي يستضيف نجوماً من الصف الأول. إذ إنّ lbci تحاول رفع سقف المنافسة مساء الثلاثاء حيث سيطل هشام حداد على mtv ببرنامج «كتير هلقد» الذي يدور في فلك السخرية. ولن تغيب البرامج الساخرة على lbci مع انسحاب هشام حداد، بل إنّ المحطة تبحث في مسألة تقديم برنامج ساخر جديد سيعلن عن تفاصيله قريباً.