عام على انعتاق أفغانستان: أميركا من الغزو إلى التجويع

لم تُسامح الولايات المتحدة الأفغان على مقاومتهم العنيدة لاحتلالها بلادهم، والتي امتدّت 20 عاماً، وانتهت بانسحابها المذلّ منها. انفردت الحروب الأميركية عن غيرها من الحروب الاستعمارية التي سبقتْها، باستخدامٍ منقطعِ النظير للقوّة النارية، ولتقنيات التدمير والقتل الواسع النطاق، لإلحاق أكبر قدْر ممكن من الخسائر بالأرواح والممتلكات والبُنى التحتية في البلدان المستهدَفة، وتحويلها إلى بلدان منكوبة. مراجعة ما قامت به في فيتنام، ومن ثمّ في العراق، حيث استهدفت السكّان وليس القوى النظامية أو حركات المقاومة وحدها، وأنواع الأسلحة التي لجأت إليها، تكشِف الغايات الحقيقية لقادتها السياسيين والعسكريين. سبق لفرنسا ولبريطانيا أن استخدمتا "النابالم" - الأولى في حرب الجزائر، والثانية في ماليزيا -، لكنّ الولايات المتحدة لجأت إليه، وإلى "العامل البرتقالي"، وهو مادّة فتّاكة لحرْق الغابات والمساحات المزروعة، على نطاق أوسع بما لا يُقاس. أمّا في العراق، فهي أضافت إلى ترسانتها الذخائر التي تحتوي على اليورانيوم المنضّب. "ميزة" هذه الأسلحة، التي باتت معروفة للقاصي والداني منذ زمن بعيد، فضلاً عن قدراتها الفتّاكة، هي ما تُخلّفه من تلوّث مستديم في البيئة، ومن تداعيات مروّعة على صحّة السكان. من بين تلك التداعيات التي عانى منها الفيتناميون لأجيال، وما زال العراقيون يعانون منها، ارتفاع هائل في معدّلات الإصابة بأنواع مختلفة من مرض السرطان، وأمراض مزمنة ومستعصية أخرى، وتكاثُر ولادات أطفال مشوّهين، جُلّهم يولدون ميتين أو مصابين بعاهات دائمة.

عام على انعتاق أفغانستان: أميركا  من الغزو إلى التجويع

عام على انعتاق أفغانستان: أميركا من الغزو إلى التجويع

لم تُسامح الولايات المتحدة الأفغان على مقاومتهم العنيدة لاحتلالها بلادهم، والتي امتدّت 20 عاماً، وانتهت بانسحابها المذلّ منها. انفردت الحروب الأميركية عن غيرها من الحروب الاستعمارية التي سبقتْها،...

وليد شرارة

«طالبان» تصطدم بنفسها: ليس بالشعارات يأتي التغيير

بسرعةٍ قياسية، تمكّنت حركة «طالبان» من استعادة زمام المبادرة، ومعها السيطرة على السلطة التي أُسقطت منها إبّان الغزو الأميركي لأفغانستان عام 2001. عشرون عاماً بالتمام، كانت الفترة الفاصلة بين مغادرتها...

ملاك حمود