لعب المرتزقة والقراصنة، على مرّ التاريخ، دوراً حاسماً في حروب الإمبراطوريات، توسعيّة كانت أم دفاعية. ولمّا كانت دعوة ميكيافيلي إلى استبدال «السلاح القذر» بـ«السلاح الطاهر»، أي بجيوش منظّمة، لاقت صدى في الدول الوطنية الحديثة التي نشأت في الغرب، فقدْ استمرّ انحسار ظاهرة الارتزاق على النطاق الدولي العام، باستثناء أفريقيا، حيث شكّل المرتزقة قوّة رديفة لجيوش المستعمِرين. ومع نهاية الثنائية القطبية، برزت أنماط جديدة من الارتزاق، على شكل شركات أمنية وعسكرية خاصة، وعدد من المنظّمات غير الحكومية، بات وجودها يمثّل ثقلاً يكاد يضاهي بأهميته الجيوش الوطنية، لِمَا لها من استخدامات لم يَعُد من السهولة الاستغناء عنها