فيما تتهيّأ البلاد لأربعة عشر يوماً من الإقفال، لا تبدو الأخبار التي تأتي من الأقضية مطمئنة. ففي كل يوم، ثمة قرى وبلدات تدخل «الحالة الحرجة» مع الإعلان عن ارتفاع أعداد الإصابات مقارنة بأعداد القاطنين فيها. وقد كان أول المعلنين، أمس، عن الوصول إلى حافة الخطر عدد من البلدات والقرى في إقليم الخروب، بعد تزايد أعداد الإصابات والوفيات فيها من جراء الإصابة بفيروس كورونا. وفي هذا الإطار، سجلت 7 بلدات في الإقليم (جدرا وبرجا ودلهون وشحيم وداريا ومزبود والناعمة) خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية 45 إصابة، كانت برجا تستحوذ العدد الأكبر منها مع تسجيل 16 إصابة، تليها الناعمة مع 12 إصابة. أما الخوف الأكبر هناك، فهو أعداد الوفيات التي تسجلها تلك البلدات، والتي وصلت في شحيم إلى 11 وفاة. ومن بعد الإقليم، كان العدّاد في زغرتا أيضاً يتجه صعوداً مع تسجيل 34 حالة إيجابية. وإلى هذين القضاءين، كان العداد في أقضية أخرى يزداد ثقلاً يوماً بعد آخر، ويأتي في مقدمتها عكار والمنية وطرابلس والهرمل وبعلبك والمتن وغيرها.وينعكس هذا الواقع الآيل إلى التفاقم، مع بداية موسم الإنفلونزا الموسمية، في الأرقام التي يحملها عدّاد كورونا اليومي، والذي سجّل أمس 1904 إصابات، جلّها من المخالطين (1899 إصابة) و21 حالة وفاة، وهي المرة الأولى التي يضرب فيها عداد الوفيات عتبة هذا الرقم. أما بالنسبة إلى الحالات الحرجة، فهي تزداد يوماً بعد آخر، وقد وصلت أمس إلى 307 إصابات؛ من بينها 131 إصابة موصولة إلى أجهزة التنفس الاصطناعي. وفي هذا الإطار، وصل العدد الإجمالي للإصابات في البلاد إلى 44 ألفاً و914 إصابة. وهذا «يضعنا وجهاً لوجه أمام تحدٍّ جديد يتمثل في كيفية خفض أعداد الإصابات»، على ما يقول وزير الصحة العامة، حمد حسن. من هنا، بات المطلوب من المواطنين مضاعفاً، إذ لم يعد كافياً، وفي الوقت الذي كانت «تتطلب فيه المعركة أن يكون المواطن جندياً مسلحاً ومدرباً، بات عليه اليوم أن يكون أيضاً مقاوماً ومستبسلاً، إذ لا يكفي أن يمتلك العلم والدواء الناجح، وإنما أن يكون لديه القرار والعزيمة في المواجهة». وخلال افتتاحه أقساماً جديدة في مستشفى بعلبك الحكومي، تطرق حسن إلى الحديث عن «الخطة الاستراتيجية التنموية الصحية التي أعدّتها الوزارة»، مشيراً إلى أنه من ضمن الخطة «تواصلت الوزارة مع مجلس الإنماء والإعمار للإسراع في استدراج وفضّ عروض المعدات والتجهيزات التي تخص المستشفيات الحكومية، كونها ضرورة ملحّة اليوم».
دعوات إلى عدم التسرّع في استيراد لقاح لا يزال في مراحله التجريبية


إلى ذلك، لا يزال موضوع لقاح فيروس كورونا يتفاعل، ففي الوقت الذي أعلن فيه الوزير حسن أن لبنان «يتجه بخطى واثقة لتأمين اللقاح وأنه سيكون من أول الدول التي ستتسلم لقاح فايزر»، دعا الأطباء الوزارة إلى عدم التسرع في استيراد اللقاح. وفي هذا الإطار، طالبت اللجنة الصحية في تجمع الأطباء وزارة الصحة «بعدم التسرع باستيراد اللقاح إلى حين تبيان نتائجه الإيجابية وسلبياته المحتملة». وكان الدكتور اسماعيل سكرية، رئيس الهيئة الصحية ــــ الصحة حق وكرامة ــــ قد سبق التجمع وطالب وزارة الصحة بالتريث وعدم الاستعجال في حجز كمية من اللقاح، منتقداً في الوقت نفسه «تحويل الأموال لحجز لقاح لا يزال قيد التجربة في الوقت الذي يعاني فيه القطاع الصحي أزمة مالية كبيرة».
من جهة أخرى، أصدرت وزيرة الدفاع، زينه عكر، قراراً يقضي بتعليق الجلسات والأعمال الإدارية في المحاكم العسكرية والدوائر المرتبطة بها طوال فترة الإقفال التام، مستثنية من ذلك «بتّ طلبات إخلاء سبيل الموقوفين والمحتجزين والنظر في القضايا الطارئة والأمور المستعجلة وفي حالات الضرورة القصوى».

اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا