لم ينل الفروج حصته من السلة الغذائية المدعومة، إذ بقي موضع خلاف بين وزارتَي الزراعة والاقتصاد، من جهة، ونقابة الدواجن في لبنان. وحتى الآن، لا يبدو أن الطريق ميسّر أمام خفض سعر هذه المادة الغذائية الأساسية على موائد اللبنانيين، بسبب هذا الخلاف على «التسعيرة». وفيما تطالب الوزارتان بخفض الأسعار بنسبة 30% عما هي عليه حالياً، لم تعط النقابة الضوء الأخضر بعد، لأن ذلك يعني «خسارة المزارعين والمربين، وخصوصاً الصغار منهم».لا تلاقي في وجهات النظر إلى الآن ولكل حجته، ففيما تعتبر الوزارتان أن خفض السعر ممكن بسبب دعم المواد الأولية والأعلاف، يذهب المزارعون إلى أن الدعم الذي حصلوا عليه «لا يشكّل سوى 35% من كلفة الفروج»، فيما بقية الاحتياجات من «لقاحات وأدوية ومزيدات علفية وصيصان... كلها مدولرة ويتم شراؤها وفق سعر السوق»، ما يؤثر على هامش ربحيتهم. ورغم وصول باخرة الأعلاف المدعومة منذ شهر تقريباً، إلا أن الأسعار لا تزال تحلّق، فوصل سعر الفروج النيّئ إلى 27 ألف ليرة، ويلجأ الباعة إلى بيعه مقطّعاً بأسعار تصل إلى 14 ألف ليرة للكيلو الواحد.
لنقابة الدواجن أسبابها لعدم انخفاض الأسعار. نقيب مربي وموزعي الدواجن في لبنان، موسى فريجي، يعزو الأمر إلى أنه «لم يصل الى السوق بعد دجاج أكل من العلف المدعوم. فالصيصان تحتاج إلى 50 يوماً لتكبر وتذبح وتكون في متناول المستهلك»! وعليه، وضع فريجي مهلة أسبوعين كي تبدأ «نتائج الدعم بالظهور». أما السبب الآخر، فيتعلق، بحسب فريجي، «بعدم تسلّم المزارعين والمربين العلف المدعوم في الموعد الذي حدد سابقاً، كما أن الكميات التي وصلت لم تغطّ حاجة السوق، ما ينعكس تفاوتاً في الأسعار». أضف إلى ذلك أن موافقة وزارة الزراعة على دعم الإضافات العلفية والأدوية واللقاحات لا تزال بلا مفاعيل، وخصوصاً أن مصرف لبنان لم يوقّع على الموافقة حتى الآن، ما يؤخر وصول البضاعة المدعومة، وبالتالي «نضطر الى شراء هذه المواد وفق سعر السوق نظراً إلى حاجتنا إليها، ما ينعكس تفاوتاً في الأسعار ويؤخّر التوصل إلى الاتفاق على أسعار ثابتة معمّمة لدى جميع المزارعين والتجار».
لهذا السبب، يتأخر الدعم الذي يضع فريجي حدوداً له. إذ مهما بلغت «رتبته»، لا يتوقع النقيب أن يعود سعر الفروج الكامل إلى ما كان عليه عند حدود 6900 ليرة. وقد بنت النقابة رفضها لأي عودة إلى السعر الرسمي على دراسة أعدّتها لكلفة الفروج، انطلاقاً «من التكاليف التي ندفعها بالدولار وبالليرة وفق سعر الصرف الرسمي 1515 والسعر المدعوم 3900». وتظهر الدراسة أن الفروج الكامل كي يكون سعره عادلاً لكلا الطرفين «يفترض أن يصبح بـ 11 ألف ليرة، بدون توضيب ويرتفع إلى 13 ألفاً كلفة التغليف (فلين، نايلون، وأوراق امتصاص وملصقات) المحتسبة وفق سعر دولار السوق». أما أسعار المقطعات، فوضع فريجي لها لائحة أسعار «بحيث يصبح كيلو الجوانح بـ 14 ألف ليرة، كيلو الفخاذ بـ 11،500 ليرة وكيلو الصدر مع الجلد بـ 28 ألفاً». ويؤكد أنه في النقاشات مع المعنيين في وزارة الزراعة «وافقوا على سعر المقطعات شرط الإبقاء على سعر الفروج بـ 6900 ليرة، وقالوا لنا: ما تخسرونه في الفروج الكامل تربحونه في المقطعات».
يؤكد المربّون أن الدعم الذي حصلوا عليه لا يشكّل سوى 35% من كلفة الفروج


جورج الهوا، مدير المبيعات في «هوا تشيكن»، يؤكد إن تسعيرة 6900 ليرة للفروج الكامل «إجحاف بحق المزارعين والمربين وممارسة بطولات على حسابهم»، مشيراً إلى أن «الدعم يغطي فقط 60% من كلفة الفروج، فيما 20% يدفعها التجار على سعر 7500 ليرة للدولار، من الصيصان والأدوية وقطع الغيار للمسلخ وأدوية التنظيف، و20% تذهب رواتب موظفين وكهرباء ومازوت لأن معامل التفقيس تعمل على المولدات لتأمين تغذية 24 ساعة من دون انقطاع». وعليه، فإن المطالبة بخفض الأسعار «ضرب للقطاع... نبيع اليوم بأقل من الكلفة لأن وقف دورة العمل يشكّل خسارة أكبر».
المدير العام لوزارة الاقتصاد، محمد أبو حيدر، أعرب عن «الأسف» لأن تصبح الأسعار في قطاع الدواجن بعد الدعم «أعلى مما كانت عليه». ويوضح لـ«الأخبار» أن «سعر صدر الدجاج كان بـ 19 ألف ليرة ومع الدعم صار بـ 24 ألفاً، ويصل أحياناً إلى 27 ألفاً». برأي أبو حيدر «الإنصاف يقضي بأن يكون سعر الفروج الكامل بحدود 11 ألف ليرة، على أن يعاد النظر بأسعار المقطعات والبيض لخفضها. وقد وافق التجار على الخفض بنسبة 10% من أسعار السوق حالياً، باستثناء الفروج الكامل، في حين تطالب الوزارة بنسبة 30%، «وما لم يحصل ذلك، فبلاه هالدعم».



اشترك في «الأخبار» على يوتيوب هنا