ليس من حقك أن تموتعليك أن تقتل القنبلة
وتعود شاباً
جندياً في الخدمة
نركض، نضحك، نحلم
ونمشي في النظام المرصوص
تقفز على أدراج الوقت
ولا يتوقف السلم عن الارتفاع
من الأرض إلى آخر مجرة
ضائعة في غياهب الكون

هكذا كان وعدك
أن نبقى أحياء وبازدياد
أن نجمع ما تفرق
ونرتي الجراح ببلسم
من حصاد الحقول القادمة

كيف للقلب الذي يحب
أن يتوقف؟
قم انهض عن الأرض
لا تليق بك هذه التكية
لا يزال في عمرك ما يطيب للأعمار القادمة
وما يحلو لجميع الفواتن
اسقهن من جرحك البليغ
واطرح الموت أرضاً
أغدره بميرون الحياة
واتركه مقهوراً في عزلته

ما كان عليك أن تموت
ما كان عليك أن تطيع القنبلة
بل كان عليك أن تقتلها
وترمي بها في المحيط البعيد

لتمضي في نسج صوف الحياة
وحولك الصحب والأتراب
تبنون
أبراجاً للأحلام العالية
وجسوراً تمتد فوق الأعمار
لا حروب فيها ولا قنابل أو قتلة
قواميسها خالية من مفردات الجريمة
ولغتها لا حقد فيها ولا عتاب
إلا عتاب المحب الحزين
لأنك استسلمت
للقنبلة

* كاتب لبناني