ليس مالكو محالّ «دبّوس» من عائلة دبوس البيروتية العريقة حصراً، لكن أي محل يعمل في مجال العطارة يطلق على نفسه اسم «دبوس». ويعزو المؤرخون لبيروت ذلك الى عطار قديم يدعى نبهان الدبوس اشتهر بمهارته وذاع صيته في سوق العطارين في بيروت أيام العثمانيين.
وبعد الحرب العالمية الأولى، تقرر هدم بعض الأسواق القديمة، ومن بينها سوق العطارين، لتوسيع شوارع المدينة، فانتقل هؤلاء إلى سوق أبو النصر، وأطلقوا على محالّهم أسماء «دبوس الذهبي» و»دبوس الماسي» و»دبوس الفضي» وغيرها، مستغلين السمعة الحسنة لشيخ العطارين نبهان دبوس، فيما سمّى الأخير محله «دبوس الأصلي» ليميّز نفسه عن غيره من العطارين. ومذذاك، بات كل عطار «دبوس»، ما دفع الشاعر الشعبي البيروتي عمر الزعني إلى كتابة قصيدة سخر فيها من كثرة محالّ دبوس، وجاء فيها:
إنزل درج الأربعين
وادخل سوق الأربعين
وتلفّت شمال ويمين
بتلاقي كل الدكاكين
على كل واجهة أو فترين
على كل باب بخط تخين
كل واحد كاتب دبوس
ما عاد باين ولا معروف
مين هو الأصلي دبوس
إلا من تذكرة النفوس