90 دقيقة جديدة غير مقنعة قدّمها منتخب لبنان في مباراته الودية امام ضيفه منتخب افغانستان التي فاز فيها 2-0، بعد ظهر أمس على ملعب رشيد كرامي في طرابلس.مباراة تركت انطباعات كثيرة بضرورة اعلان حالة طوارئ على مستوى لعبة كرة القدم بشكلٍ عام من اجل ايجاد حلول تساعد المنتخب، واهمها ايجاد لاعبين جدد يمكنهم رفع مستواه، او آخرين قادرين على اصابة التطور بشكلٍ سريع من خلال استيعاب العمل الذي يُعدّه المدرب المونتينغري ميودراغ رادولوفيتش للمرحلة المقبلة.
بات من الضروري ايجاد لاعبين جدد يساعدون المنتخب

لبنان الذي كان اقل من عادي امام الاردن، بدّل من شكله نسبياً في المباراة امام افغانستان مع اشراك "رادو" لمعتز بالله الجنيدي، وحسن شعيتو وربيع عطايا بشكلٍ اساسي. الهدف من التبديل الاول كان اعطاء فرصة لمدافع الانصار من اجل اللعب الى جانب نور منصور، وخصوصاً ان المدافع الاساسي الآخر جوان العمري سيكون غائباً عن اول ثلاث مباريات في استكمال مشوار تصفيات كأس آسيا 2019 بسبب الايقاف. اما هدف اشراك الثنائي "موني" وعطايا، صاحب الهدف الوحيد امام الاردن، فكان لاحياء الهجوم البطيء والمفتقد الحلول، لكن حتى هذه الخطوة لم تنفع، فاللقاء بدا متكافئاً، وحتى إن الافغان كانوا المبادرين إلى صناعة الخطورة برأسية جوزف شيردل، التي صدها الحارس مهدي خليل وارتدّت من العارضة.
المشكلة الهجومية التي لا يتوقّع ان تحلّ قريباً بسبب افتقاد الكرة اللبنانية المهاجمين المحليين الهدافين، حيث تعتمد الفرق على رأس الحربة الاجنبي، بدت جليّة في الشوط الاول برغم ان هلال الحلوة حصل على ثقة المدرب مرة جديدة، لكنه لم يقدّم نفسه بأنه الحل المرجو لهذه المشكلة المستمرة منذ فترة ليست بقصيرة، والدليل انفراده بالحارس الافغاني اوفايس عزيزي في الدقيقة الخامسة، لكنه سدد الكرة مباشرة الى جسم الاخير في وقتٍ كان فيه امام وضعٍ جيّد لافتتاح التسجيل.
غاب التجانس عن اللاعبين وحضر معتوق بالحل الفردي

من هنا، لم يكن مستغرباً ان يأخذ قائد المنتخب حسن معتوق الامور على عاتقه، فهو اكد مجدداً انه وحده بالحل الفردي يمكن لمنتخبنا ان يجد الطريق الى الشباك، وخصوصاً ان التجانس يغيب بشكلٍ كبير بين غالبية اللاعبين الذين بدا بعضهم وكأنه يعاني مشاكل بدنية، وهو امر قد يقلق فرقهم التي تستعد لانطلاق الدوري المحلي يوم الجمعة المقبل.
كابتن لبنان اعاد "الاحمر" الى طريق الانتصارات ولو من دون نوعية، فقام في الدقيقة 59 بمجهودٍ فردي مميز على الجهة اليسرى مرر على اثره كرة عرضية ارتدت الى حسن "سوني" سعد الذي تلقف الهدية وحوّلها الى الشباك فور دخوله الى الملعب بديلاً لشعيتو. وظهر معتوق ثانيةً على مسرح الاحداث في الوقت المحتسب بدل عن الضائع ليحصل على ركلة جزاء نفذها بنفسه مسجلاً من تحت الحارس عزيزي.
نتيجة كان يُنتظر ان تكون اكبر وخصوصاً بعدما لعب منتخب أفغانستان بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 72 بعد طرد لاعبه ميلاد إنتظار، لكن الاهم كانت الاشارات التي تركها الاداء بأن عملاً كبيراً ينتظر الجهاز الفني لتحويل المنتخب اللبناني الى منتخبٍ قادرٍ على تقديم نفسه كأحد المنتخبات التي تستحق اللعب في كأس آسيا التي تستضيفها الامارات بعد ثلاث سنوات، وهي فترة كافية لايجاد الحلول واللاعبين المناسبين والقادرين على نقل منتخبنا فعلياً الى مرحلة اخرى.