إسرائيل ـ روسيا: أسئلة التنسيق... والهواجس: هل قلتم دفء في العلاقات مع موسكو!

  • 0
  • ض
  • ض

أكد ضابط رفيع المستوى في الأركان العامة للجيش الإسرائيلي أنّ مستويات التنسيق والاتصالات القائمة مع الجانب الروسي، بما يشمل الاتصالات السياسية والعسكرية، منسقة بشكل كامل ومسبق بين تل أبيب وواشنطن. وأشار إلى أنّ إسرائيل «قبل أي شيء آخر، تنسق أفعالها مع الولايات المتحدة، وهي لا تتحرك أبداً في هذا الساحة (السورية) ولو لسنتمر واحد، من دون إبلاغ الأميركيين مسبقاً». وفي حديث مع مراسلي وسائل الإعلام العبرية أمس، أضاف الضابط: «ندرك جيداً أن أي حادث تكتيكي (في الساحة السورية) قد يتحول ليصبح حادثاً استراتيجياً. وندرك أن لا خبرة لدينا في أمور كهذه (منظومة التنسيق مع روسيا)، لأننا نعمل معظم الوقت في قضايا استراتيجية وفي شكل أساسي مقابل جهات عربية، إلا أننا نتعلم الآن. هناك علاقة جيدة في رأس الهرم القيادي (لدى إسرائيل وروسيا)، والمطلوب ترجمة هذه العلاقة ميدانياً». إلى ذلك، أثار مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق، اللواء يعقوب عميدرور، سلّة من الأسئلة حول الوجود العسكري الروسي في سوريا، في بحث مختصر صدر عن مركز أبحاث الأمن القومي في تل أبيب، كشف من خلالها الهواجس الإسرائيلية حيال المتغيرات الجديدة في الساحة السورية، ومحدودية الخيارات في مواجهتها، رغم كل رسائل الطمأنة الصادرة عن تل أبيب في الآونة الأخيرة، والإفراط المتعمد في الحديث عن تنسيق مع الجانب الروسي. جاءت أسئلة عميدرور، الذي أنهى منصبه الحساس جداً في الفترة الأخيرة، على النحو الآتي: «في نظرة أكثر عمقاً لما يجري في سوريا، تطرح الأسئلة نفسها: ما هي انعكاسات انتشار القوات الروسية في سوريا على المنطقة عموماً، وعلى إسرائيل خصوصاً؟ وما هي دلالة أن يجري ذلك للمرة الأولى منذ سبعينيات القرن الماضي، وبتنسيق مسبق مع إيران؟ ما هو تأثير تحالف كهذا (روسي ـ إيراني) على تعزيز قوة إيران في المنطقة، وعلى قدرة إسرائيل على وقف تعزيز قوة إيران وحزب الله تحت المظلة الروسية؟ وإلى أي حد ستستغل إيران التحالف العملي الجديد، وتدفع بالمواجهة مع إسرائيل قدماً؟ وإلى متى ستتحمل إسرائيل تصرفات إيران وحزب الله أمام الوضع المعقد، وفي ضوء الوجود الروسي في محيطها؟ وهل سترد إسرائيل بقوة، وماذا ستفعل روسيا؟ وهل حقاً ستظل (روسيا) غير مبالية إزاء عمل إسرائيلي عنيف في منطقة توجد هي فيها؟ يختم عميدرور أسئلته بالإجابة عنها بمضمون تساؤلي لا يقين فيه: «كل ذلك سيُفحَص على أرض الواقع، وبصورة عملية». الروس لا يكترثون لإسرائيل وفي السياق نفسه، نشرت صحيفة «معاريف» أمس، مضمون مقابلة أجرتها مع أبرز خبراء إسرائيل بالشؤون السورية، ايال زيسر، حذر فيها من مستوى التفاؤل المفرط حول العلاقات مع الجانب الروسي والأحاديث عن التنسيق مع الروس في سوريا. وأكّد أنّ دراسة الموقف الروسي تشير إلى أنّهم لا يكترثون بإسرائيل، دون أن يستبعد أنهم في نهاية المطاف، قد يسقطون طائرات سلاح الجو الإسرائيلي، في حال تحليقها في سوريا. زيسر، الرئيس السابق لمركز موشيه ديان للدراسات الشرق أوسطية في جامعة تل أبيب، أضاف أنّ «روسيا جاءت إلى سوريا، ووجهت الضربات في كل اتجاه، واحتضنت حزب الله وإيران، بينما إسرائيل تأتي إليها لتقول إنها لا تريد مشاكل معها وتعالوا لننسق في ما بيننا، وتسمي (إسرائيل) كل ذلك أنه دفء في العلاقات». ويتابع زيسر: «الروس لا يكترثون لنا، فنحن لا نعني لهم شيئاً، أتوا لتحقيق مصالحهم وجزء من هذه المصالح تتعارض مع مصالحنا، ولنقل ذلك بصراحة ووضوح. صحيح أن ليس من الحكمة أن نتورط ونجازف في مواجهة معهم، وأن نعمل على تقليص الأضرار، لكن أن نسمي ذلك كله دفء علاقات، فهذا غير صحيح». ويرى زيسر أنّ «الطائرة الروسية التي اخترقت الأجواء الإسرائيلية لم تفعل ذلك بالصدفة أو نتيجة خطأ. فعلت ذلك لأن الروس لا يكترثون بإسرائيل... هم يزودون سوريا بمنظومات أسلحة متطورة، وينسقون ويتعاونون مع حزب الله وإيران... ورسالتهم تقول: جئنا إلى هنا لنبقى هنا ولنفعل ما نريد، سواء أرغبتم في ذلك أم لم ترغبوا». وختم زيسر: «الروس يحتضنون (الرئيس السوري بشار) الأسد ويساعدون نظامه وإيران وحزب الله، أما نحن فلا نريد مشاكل معهم. كيف يمكن الحديث عن دفء علاقات مع الروسي وهو يتكلم معنا في غرفة، بينما في الغرفة الثانية يحتضن حزب الله وإيران ويزودهم بالسلاح المتطور؟ الروس ليسوا أعداءنا ولا يجب تحويلهم إلى ذلك، لكن في المرة المقبلة الطائرة الروسية لن تتوغل كيلومتراً واحداً، بل ثلاثة كيلومترات، وفي المرة التي تعقبها سيطلقون صواريخ على طائراتنا في سوريا. ولهذه الأسباب علينا التنسيق معهم».

0 تعليق

التعليقات