وقد وضع المصرف استراتيجية واضحة للمسؤولية الاجتماعية مبنية على المبادئ المعتمدة من ISO 26000، وترتكز على 4 أركان أساسية: السوق والموظفون والمجتمع والبيئة. وبما أنّ المصرف هو أحد الأعضاء المؤسّسين للاتفاق العالمي للأمم المتحدة في لبنان، أخذ على عاتقه مهمّة التقدّم بأهداف التنمية المستدامة ونشرها بين أصحاب الشأن لديه، بهدف حثّهم أيضًا على المشاركة في جدول أعمال 2030 للتنمية المستدامة. وقد صبّ اهتمامه بشكلٍ خاص على الهدف العاشر، وهو «الحدّ من أوجه عدم المساواة».
السعي إلى تحسين السوق المستدام
تكشف مديرة الإعلام والإعلان والمسؤولية الاجتماعية وخبرة الزبائن في مجموعة البنك اللبناني الفرنسي، تانيا رزق، أنه حرصًا من المصرف على بناء علاقة شفافة وعادلة ضمن النهج الذي يتّبعه، والذي يتمحور حول العميل، «أنشأ عام 2013 قسم خبرة الزبائن الذي يراقب باستمرار سير عمل خدماته وفعاليتها من خلال إرسال استبيانات رضى العملاء والقيام بدراسات متواصلة عن الأسواق. وتماشيًا مع التعميم الوسيط الرقم 458 من مصرف لبنان، عمل المصرف على تجهيز فروعه لاستقبال ذوي الحاجات الخاصة، وبلغت نسبتها، حتى نهاية عام 2018، 71%».
من جهة أخرى، أنشأ المصرف و«ماستركارد»، عام 2013 حلًا إلكترونيًا رائدًا لتعزيز الشمول المالي ومساعدة اللاجئين في مكافحة الجوع ضمن برنامج الغذاء العالمي (WFP). «وأسهمت هذه الشراكة في دعم الاقتصاد المحلي، وأحدثت تأثيرًا اجتماعيًا عبر مساعدة أكثر من 300 ألف عائلة حتى اليوم، أي ما يوازي 1.6 مليون لاجئ، إلى جانب تشجيعها على تحقيق التنمية المستدامة. وقد حصدت هذه الخدمة، حتى اليوم، عددًا كبيرًا من الجوائز الدولية».
تجدر الإشارة إلى أنّ البنك اللبناني الفرنسي في صدد العمل على تطبيق نظام الإدارة البيئية والاجتماعية (ESMS) الذي يرتكز على تقييم مدى تأثير مشاريع العملاء على البيئة والمجتمع عند تقديمهم طلب الحصول على قرض.

تأمين بيئة عمل سليمة للموظفين
تشدد رزق على أن البنك اللبناني الفرنسي «حريص على تعزيز ثقافة الأداء لدى موظفيه، وهو لهذه الغاية يخصص لهم حوالى 35٬970 ساعة تدريب في السنة بهدف تحسين أدائهم لتقديم الأفضل. كما يقيم ندوات توعوية لهم حول المسؤولية الاجتماعية التي أدخلها ضمن أهداف كل موظف وتقييمه السنوي، وضمن إجراءات العمل».
استفاد من مشاريع البنك المجتمعيّة أكثر من مليوني شخص عام 2018


وفي عام 2017، نشر المصرف سياسة حقوق الإنسان التي تمثّل قواعد سلوكه في العمل، وضمن دائرة تأثيره، مبيّناً سعيه المتواصل لتحقيق المساواة بين موظفيه وتأمين فرص عمل متساوية للجنسين، بحيث «وصلت نسبة النساء في العمل، حتى نهاية 2018، إلى 27% في اللجنة التنفيذية، و38% في الإدارة العليا، و55% في إدارة الفروع و55% في الإدارة الوسطى. إضافة إلى ذلك، وضع المصرف آلية سرّية للشكاوى تتيح للموظّف رفع انتهاكات حقوق الإنسان إلى دائرة الموارد البشريّة. وبما أنّه يسعى إلى تعزيز التوازن بين العمل والحياة الشخصية، أعدّ المصرف منذ عام 2009 دوام عمل خاصاً ومدروساً بساعات عمل مرنة للأمهات».
وبهدف تعزيز روح الانتماء إلى المصرف وانشاء مساحة للتواصل الداخلي ومع الإدارة، أنشأ المصرف منصات خاصة لتبادل الأخبار والأفكار، إلى جانب نادٍ خاص يعزّز عافيتهم والعلاقة بينهم وينظّم لهم أنشطة ترفيهية.

دعم مستمر للمجتمع
يعمل البنك اللبناني الفرنسي على تحسين ظروف العيش في مختلف المناطق. ففي عام 2018، دعم المصرف، وفقاً لرزق، «أكثر من 495 مشروعًا، منها ما يتضمّن قضايا إنسانية وبرامج توعية مجتمعية والشراكات مع أبرز المنظمات والجمعيات الفنية والثقافية والشبابية والمدرسية والجامعية والصحية والبيئية، كذلك تلك التي تتعلق بريادة الأعمال. في هذا الإطار، شارك الموظفون، للسنة الثالثة على التوالي، مع منظمة «إنجاز لبنان» في برنامج تطوّعي يهدف إلى نشر الثقافة المالية والمعرفة على مستوى العمل المصرفي والقيادة والاقتصاد وريادة الأعمال والتسويق الرقمي بين التلاميذ. وأعطى موظفو المصرف 370 ساعة تدريب، منذ عام 2017، لأكثر من 1000 تلميذ في 13 مدرسة رسمية لبنانية و6 جامعات في مختلف المناطق. كذلك شارك المصرف في برنامج تعليم جامعي خاص بذوي الحاجات الخاصة الذي أطلقته جمعية «إنكلود»، إلى جانب «الجامعة للكل»، وجامعة القديس يوسف. وقد ارتفعت نسبة الإنفاق على المشاريع التي تلبي احتياجات المجتمع اللبناني بين عامي 2014 و2018 بـ53%، محدثةً تأثيرًا على 2٬183٬270 مستفيداً في عام 2018 وحده».

حماية البيئة لِغدٍ أفضل
تؤكد رزق أن المصرف «يركّز على إطلاق منتجات وخدمات وعلى دعم مشاريع صديقة للبيئة، إضافة إلى المبادرات الداخليّة التي أطلقها، مثل إعادة تدوير الأوراق والنفايات الإلكترونية والألمنيوم وإزالة البلاستيك. إضافة إلى ذلك، أصدر سياسة التزويد المستدام التي تحدّد معايير اختيار المصرف لمورّديه بحيث يكون للمنتجات والخدمات التي يؤمنونها الأثر البيئي الأدنى سلباً والأكثر إيجاباً. وبعد الشراكة التي أعلنها مع معهد عصام فارس في الجامعة الأميركية في بيروت، عام 2017، استمرّ في إطلاق المسابقة السنوية، وفي إعطاء الفرص للطلاب بتقديم اقتراحاتهم ودعمهم للتقدّم أكثر بمشاريعهم التي تخفف من تأثير التغيّر المناخي على لبنان والمنطقة، كما دعم الجمعيات البيئية، ومنها جبل موسى التي تُعنى بحماية ثروات هذه المحمية الطبيعية في منطقة كسروان، وجذور لبنان التي تسهم في إعادة تشجير لبنان».