لم يرد زافين قيومجيان الدخول في الصراع القاتل القائم حالياً بين البرامج التي تصنّف نفسها بأنها اجتماعية، وقد اتخذت من ليلة الاثنين موعداً لبثها وأهمها «للنشر» (قناة «الجديد» بعد النشرة الاخبارية) الذي تقدّمه ريما كركي، وبرنامج «طوني خليفة» (mtv _ 21:45) الذي يقدّمه طوني خليفة (الأخبار 18/9/2014).
لذلك اختار الإعلامي اللبناني نهار الثلاثاء للكشف عن برنامجه الجديد «بلا طول سيرة» (قناة «المستقبل»_ 20:30). يجمع الاعلامي في مشروعه بين المواضيع الاجتماعية والسياسية، ويقسم برنامجه إلى 4 فقرات متوازنة، أكان من ناحية الوقت الذي تعالج فيه، أو الضيوف من مختلف المجالات. وفي حلقة الليلة من «بلا طول سيرة»، يفتح زافين ملف آثار مدينة جبيل (شمال بيروت) المهددة بالانهيار، كما يستضيف صبياً يبلغ 10 أعوام، لكنه فقد حاسة الألم في جسده، إضافة إلى تفسير اجتماعي لمعنى «أيقونة فنية».
وهنا يُعدّ لمفاجأة، كما يتساءل عن حياة اللاجئين السوريين في ظل الظروف الاجتماعية الصعبة التي يمرّون بها.
يكافح الإعلامي لتقديم عمل مغاير عن السائد على الشاشة. يشرح لـ «الأخبار»: «أحببت أن أقدّم عملاً لا يعتمد على المواضيع المثيرة أو الفضائح التي جلّ ما يهمّها هو رفع نسبة المشاهدة.
في «بلا طول سيرة»، أحاول أن أُعيد البرامج الاجتماعية إلى بوصلتها الحقيقية، وهي التركيز على أحداث تهمّ المجتمع عموماً، بعيداً عن الابتذال الحاصل اليوم في تلك الأنواع من الأعمال التلفزيونية. برنامجي على شكل مجلة أسبوعية تعرض مباشرة على الهواء، ولا تهتمّ بنسبة المشاهدة التي تصدر عن بعض الشركات المعنية بالرصد»، لكن لدى المقدّم مهمّة أخرى في «بلا طول سيرة»، يقول عنها «أسعى إلى تقديم نموذج متطوّر من نشرات الأخبار عبر برنامج عن الحياة والمجتمع والإنسان، تقدّم وتعالج بطريقة هادئة وسلسة».
يصف الإعلامي نفسه بأنه «عاد إلى أسلوبه في الحوار الذي أطلقه قبل 15 عاماً عندما قدّم «سيرة وانفتحت»، وفتح ملفات اجتماعية بعيداً عن الفضائح».
برأي زافين أنه خارج المنافسة اليوم، قائلاً «لا أعيش في دائرة الصراع الحاصل حالياً بين زملائي. وذلك الصراع أشبه بسيرك تستخدم فيه المواضيع الاجتماعية لتصفية حسابات الآخرين».
إذاً، قد لا يكون «بلا طول سيرة» كبرنامج اجتماعي الأوّل على الساحة، لكن لا يمكن إلا التأكيد أنه عمل يغرّد بعيداً عن أجواء المطاحنة القائمة في البرامج الشبيهة، كما أن العمل ينتجه زافين بنفسه، بعدما فضّت قناة «المستقبل» الشراكة بينها وبين شركة «بيري با» (أسستها بيري كوشان مع المخرج باسم كريستو في لبنان).
وكان الثنائي قد قدّم قبل عامين برنامج «عل أكيد»، الذي توقّف العام الماضي لأنه لم يحقق نسبة مشاهدة عالية. كَسر تلك الشراكة انعكس إيجاباً على المقدّم، فهو لم يعد يهتمّ بالاحصاءات التي تراقب نجاح حلقاته، وجلّ ما يهمه اليوم أن يقال عنه إنه «يمشي عكس التيار!».
قد يكون من المبكر الحكم على نجاح تجربة زافين الجديدة، وعما إذا كانت قد أحدثت تغييرات فعلية في البرامج الاجتماعية؟ وحده الوقت سيكون كفيلاً بتبيان الأمور على أرض الواقع، لكن هل نصل إلى وقت توضع فيه المواضيع المثيرة جانباً؟

«بلا طول سيرة» كل ثلاثاء 20:30 على قناة «المستقبل»