انتهت صولة بعض الفنانين السوريين في لبنان، وشدّ معظمهم الرحيل إلى تركيا. هناك اكتشفوا أسواقاً مليئة بالبضاعة السورية، وحياة أرخص بجودة أفضل، إضافة إلى فرص عمل أوفر. من بين هؤلاء الممثلة الشابة بتول محمد (1984) التي خلفت مع مجموعة من أصدقائها في بيروت مجموعة مشاريع غنائية ساخرة، آخرها كليب بعنوان «بحب الموت» (بدعم من مؤسسة «بدايات» ـ راجع الكادر).
قدمت الأغنية وجهة نظر تهكمية على «منظمة طلائع البعث»، التي أدلجت السوريين وساقتهم كالقطيع منذ نعومة أظفارهم. اليوم، تقيم الممثلة الشابة في إسطنبول وتعمل في إذاعة «سوريالي» المستقلة التي تعنى بالشأن السوري غير السياسي، ويقع مقرها الرئيسي في باريس. تقدم بتول حلقات برنامج «شلي بنّاء» (الأربعاء 21:30 ــ يعني «ثرثرة بناءة») بأسلوب ساخر يقارب مواضيع اجتماعية دارجة، وقضايا حياتية راهنة تحاول الشابة السورية من خلالها استثمار موهبتها التمثيلية، إضافة إلى قدرتها على أداء الأغنيات الساخرة التي تكتبها بنفسها ولا تتعدى 15 دقيقة من الهزل. أعمال لا توفر المتطرفين الوافدين من أصقاع العالم إلى بلدها، والحال التي وصلتها سوريا. إلى جانب ذلك، يحلّ في كل حلقة ضيف يساعد على بناء جرعة الثرثرة الكوميدية ربما يكون هارباً من براثن التنظيم التكفيري أو أي سوري عايش قصة مثيرة. هكذا، استثمرت بتول محمد أخيراً أغنية (داعش باقية وعم تتمدد)، التي سبق أن ألفتها قبل شهرين من خلال برنامج على «الآيفون» لتخدم حلقة حكت فيها عن «داعش».
تقول في هذه الأغنية: «داعش باقية، وعم تتمدد، بسبورك لازم يتجدد. دبر راسك، طلّع فيزا على أوروبا. بوِّس طيزا. وإذا لسا عم تقولي ثورة، روح استريلك هالعورة. لازم تطول التنورة، كل ما طولت دقنو شوي، ما عاد ضل بالبلد قماش، روحي تخبي تحت الفي. انسي اسمك والقضية، صار عنا هيئة شرعية. (...) خلصنا من كتاب القومية، نكشلونا كتاب التاريخ. كنا بالقيم الثورية، نزحنا صرنا بالمريخ (...) والثورة عم يخلص كازا، وداعش باقية وعم تتمدد». في حديثها مع «الأخبار»، تقول الممثلة السورية: « لم أتقصد إدخال الكلمات البذيئة، بل جربت أن تكون محكية بالشكل الطبيعي وبأسلوب حياتي وبطريقة غنائية بسيطة لا يمكن أن تعامل على أنها احترافية. مع ذلك، واجهت انتقادات عدة، لكنها استقطبت عدداً جيداً من الجمهور». وعن فكرة الأغنية، تقول «يكفي أن تتأمل لثوان وضع سوريا لتخلص إلى أنّ «داعش» تتمدد كل يوم وتصبح أكثر قوة. وحلم السوري اليوم هو جواز سفر يضمن له وطناً بديلاً».




بدايات

تعرف مؤسسة «بدايات» عن نفسها بأنّها «مؤسسة سورية غير ربحية، تهتم بدعم وإنتاج الأفلام القصيرة والوثائقية والفنون البصرية، وتنظيم دورات تدريبية متخصصة تواكب مختلف مراحل صناعة الفيلم الوثائقي». وقد سبق لهذه المؤسسة أن أسهمت في دعم العديد من التجارب الشبابية السورية في بيروت، من بينها كليب ساخر حمل عنوان «بالذبح جيناكم»، وأغنية «بحب الموت»، إضافة إلى مجموعة من الأفلام الوثائقية. وقد حصدت المؤسسة صيتاً طيباً بتجربتها الأخيرة في شريط «بلدنا الرهيب» للناشط زياد حمصي ومحمد علي الأتاسي. اقتفى الشريط الكاتب المعارض ياسين الحاج صالح في رحلة على ضفاف الخراب السوري. ويستعد الفيلم للمشاركة في مهرجانات عالمية عدة.

https://soundcloud.com/abdosabj/hfetcaiqe0jg