أزمة جديدة يثيرها الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي مع الصحافيين الذين تهجموا عليه في لقاء جمعه مع منسقي حملته الانتخابية. وقد نعت المرزوقي الإعلام، وخصوصاً التلفزيون الوطني، بإعلام الفساد!
هذا التهجم المجاني تلقاه الصحافيون باستنكار شديد واعتبروه حلقة أخرى من حلقات محاولات تركيع الإعلام وتدجينه من قبل «حزب المؤتمر من أجل الجمهورية» الذي يتزعمه المرزوقي مع حركة «النهضة». وأصدرت «النقابة الوطنية للصحافيين» بياناً أدانت فيه المرزوقي وطالبته بالاعتذار. واعتبرت أنّ تصريحاته تحريض على الإعلاميين من شأنه تعريض حياتهم للخطر. ورأت «أن هذه الحادثة امتداد لمحاولة المرزوقي وحزبه تركيع الإعلام وإخضاع الإعلام الرسمي. وقد برز ذلك من خلال التعيينات أثناء حكم الترويكا أو دعم الاعتصام الشهير الذي شارك فيه متطرفون دينيون تلاحقهم تهمة الإرهاب ومجرمو حق عام في ما سمِّي «اعتصام تطهير إعلام العار» أمام مقر التلفزة الوطنية في آذار (مارس) ٢٠١٢، إضافة إلى محاولة تطويع هياكل المهنة خدمة لأغراضه الحزبية الضيقة”.
وصف الرئيس المؤقت الإعلام، وخصوصاً الرسمي، بالفاسد

وفي سياق متصل، استنكرت الأوساط الحقوقية وناشطو الفايسبوك وعدد كبير من الصحافيين الدعاية التي قامت بها القناة الفرنسية M6 للرئيس المؤقت المرشح للرئاسة حين بثت برنامجاً خاصاً عن فساد النظام السابق والعائلات المتصاهرة وتقديم المرزوقي بصورة الحقوقي المنقذ. وغضت القناة الطرف عن كل ما ارتكبه من أخطاء وتجاوزات وفساد بعض المقربين منه. اللافت في هذا التحقيق «الصحافي» أنّ الذي أنجزه هو من الصحافيين الذين ذكروا في «الكتاب الأسود» الشهير (الأخبار 7/12/2013) الذي أصدرته رئاسة الجمهورية قبل عام ومنعت المحكمة تداوله. وجاء في الكتاب أنّ الصحافي الفرنسي برنار دو لا فيلاّرديير من الذين حصلوا على هبات مالية من وكالة الاتصال الخارجي لتلميع صورة نظام بن علي. واتهمت جهات تونسية قطر بتمويل هذا البرنامج الإشهاري للمرزوقي. كما اتهم الصحافي زياد الهاني الذي انسحب من السباق الرئاسي المرزوقي بإهدار المال العام ورفع دعوى ضده.
وفي سياق حرب الإعلام المستعرة في زحمة الانتخابات الرئاسية والتشريعية، اتهم المرشّح للرئاسة سليم الرياحي قناة «نسمة» بابتزازه على خلفية بث برنامج يكشف وعوداً لم يلتزم بها تجاه طفلة مريضة توفيت من دون أن يفي الرياحي بوعده بمعالجتها. كما تعرضت لأسرار ثروته وعلاقته بأبناء الزعيم الليبي القذافي. وفي بيان تلقت «الأخبار» نسخة منه، اعتبر الرياحي أنّ هذا البرنامج لا يؤثر عليه، مؤكداً أنّ عائلة القروي أحد مالكي القناة، طلبت منه مبلغ ملياري يورو مقابل عدم بث البرنامج. إلا أنّ إدارة القناة كذّبت ما جاء في البيان، كاشفةً أنّ مديرها نبيل القروي وبعض العاملين في المحطة، يتلقون تهديدات بالقتل من أشخاص مجهولين، رجحت أن يكونوا على صلة بسليم الرياحي، علماً بأنّ الأخير ملياردير ظهر بعد سقوط نظام بن علي وتحوم أسئلة كثيرة حول حقيقة ثروته الضخمة وهو مالك قناة «التونسية» ورئيس أعرق جمعية رياضية هي «النادي الأفريقي».