فيم فندرز «يُجرّب» في «كان»

بعد نحو 40 عاماً على فوز فيم فندرز (الصورة) بالسعفة الذهبية، يتضمّن برنامج الدورة السادسة والسبعين من «مهرجان كان السينمائي الدولي» المستمرّ حتى 27 أيار (مايو) فيلمين له، أحدهما وثائقي والآخر روائي. ومع أن المخرج الألماني المخضرم لا يفضّل أيّاً من النوعين على الآخر، يرى أن النمط التسجيلي ينطوي على قدر أكبر من المغامرة. فيلمه الأول «أنسيلم» (Anselm) الذي عُرض الأربعاء من خارج المسابقة، وثائقي تجريبي عن نتاج مواطنه أنسيلم كيفر، أحد نجوم الفن المعاصر، وفق ما أوضح فندرز في مقابلة مع وكالة «فرانس برس». وكما في فيلمه عام 2011 عن سيرة مصمّمة الرقصات الشهيرة بينا باوش، استخدم فندرز (77 عاماً)، المعروف بتجاربه السينمائية منذ ستينيات القرن العشرين، تقنية الأبعاد الثلاثة لتنفيذ مشروعه. ويعتبر فندرز «تقنية الأبعاد الثلاثة وسيلة غامرة تتيح للمُشاهد أن يشعر بأنه أقرب إلى الشخص الذي يراه على الشاشة. ثمة أمر ما يتعلق بالعاطفة والشعور». وردّ فندرز بالإيجاب على سؤال «فرانس برس» عمّا إذا كان هذا النوع هو مستقبل السينما، معتبراً أنه «مستقبل إخبار القصص بحرية، إذ إن الوصفات هي نفسها والصيغ هي نفسها دائماً في سينما السرد أو السينما الروائية، بينما يوفر الفيلم الوثائقي حرية في العمل». من بين فيلميه المعروضين في «مهرجان كان» هذه السنة، ينافس المخرج الألماني على السعفة الذهبية بفيلمه الروائي الياباني «بيرفكت دايز».

كوثر بن هنية: بحثاً عن جذور التطرّف


تروي المخرجة كوثر بن هنية (الصورة) في فيلمها «بنات ألفة» الذي عُرض مساء الجمعة ضمن المسابقة الرسمية لـ«مهرجان كان» اللعنة التي حلّت على عائلة ألفة، وهي امرأة تونسية تواجه انزلاق اثنتين من بناتها نحو التطرف والإرهاب. وشاءت مخرجة «على كف عفريت» (2017) و«الرجل الذي باع ظهره» (2020)، أن يكون فيلمها الذي ينافس على السعفة الذهبية، مزيجاً هجيناً بين الوثائقي والروائي. ويُخيّل إلى المشاهد أنه أمام شريط وثائقي عن كواليس تصوير فيلم آخر هو ذلك الذي يتناول قصة التونسية ألفة الحمروني التي ذاع اسمها في كل أنحاء العالم سنة 2016 بعد إثارتها علناً مسألة تطرف ابنتيها المراهقتين رحمة وغفران. وتركت الشقيقتان تونس للقتال في صفوف تنظيم «داعش» في ليبيا، حيث اعتُقلتا وأودعتا السجن. ويمتزج الوثائقي بالروائي، فتتولّى ألفة الحقيقية توجيه الممثلة التي تؤدي دورها، فيما تشرف ابنتها آية الشيخاوي على الممثلتين اللتين تجسّدان شخصيتَي شقيقتيها رحمة وغفران. وتستخدم بن هنية في الفيلم مقتطفات من نشرات الأخبار التلفزيونية تتناول القضية. ولا يقتصر تميُّز هذا العمل، وهو الفيلم الروائي الخامس لبن هنية، على الشكل، بل يكمن كذلك في المضمون، إذ إن المخرجة التونسية التي تُنافس مع ستّ نساء أخريات على السعفة الذهبية، تسعى من خلال «بنات ألفة» إلى البحث عن جذور المشكلة.

هاريسون فورد: أحبّ التقدّم في السنّ


أكّد الممثل هاريسون فورد (الصورة) البالغ 80 عاماً أنه يحبّ «التقدم في السن» خلال وجوده في كان لتقديم أحدث أفلام «إنديانا جونز» الذي يستعيد فيه ملامح الشباب بفضل مؤثّرات خاصة. وتبدي هوليوود اهتماماً متزايداً بهذا النوع من الأعمال التي تتضمن ما يوصف بعمليات تجميل رقمية، تبدو مقنعة بدرجة كبيرة، وخصوصاً في هذا الجزء الخامس من السلسلة التي يستعيد فيها فورد دور عالم الآثار الشهير للمرة الأخيرة.
وقال فورد مازحاً خلال مؤتمر صحافي: «لا ألتفت إلى الوراء وأقول لنفسي: أرغب في أن أعود هذا الشاب الذي كنته يوماً، لأن الأمر لن يحصل، أحب التقدم في السن». فورد الذي حصل على سعفة ذهبية فخرية بصورة مفاجئة قبل العرض الرسمي للفيلم مساء الخميس، لا ينوي التقاعد بعد هذا الوداع لشخصية إنديانا جونز، أشهر أدوار مسيرته الطويلة بجانب شخصية هان سولو في سلسلة «حرب النجوم»، إذ أكّد أنّه سيواصل المشاركة في مسلسلي «1923» (باراماونت بلاس) و«شرينكينغ» (آبل تي في). ويُطرح فيلم «إنديانا جونز أند ذي دايل أوف ديستيني» في نهاية حزيران (يونيو) في صالات السينما الأميركية
والعالمية.

فيلم سكورسيزي يخطف الأنظار


خطف نجوم فيلم «كيلرز أوف ذا فلاور مون » (قتلة زهرة القمر) للمخرج‭‭ ‬‬الأميركي مارتن سكورسيزي (الصورة مع روبرت دي نيرو) الأنظار مساء السبت الماضي على السجادة الحمراء في «مهرجان كان»، الذي يشهد العرض الأول للفيلم المدجّج بالنجوم. والفيلم الذي تبلغ مدته أربع ساعات تقريباً، مأخوذ عن رواية بالعنوان نفسه حقّقت مبيعات قياسية. وتدور أحداثه حول جرائم قتل عدة تستهدف أمة أوسيدج الغنية بالنفط في أوكلاهوما في عشرينيات القرن الماضي. يشارك في بطولة الفيلم نجما هوليوود ليوناردو دي كابريو، وروبرت دي نيرو، إلى جانب جيسي بليمونس وبرندان فريزر وجون ليثغو وليلي غلادستون.
ولن ينافس الفيلم في كان رغم أن مدير المهرجان تيري فريمو قال إنه وجّه دعوة إلى صناع الفيلم للمشاركة في سباق السعفة الذهبية بعدما وافقت شركة «أبل» على عرضه في الصالات قبل عرضه عالمياً.
واشتركت «أبل» مع «باراماونت بيكتشر» لعرض الفيلم حصرياً في الصالات السينمائية في السادس من تشرين الأول (أكتوبر) قبل عرضه عالمياً، وهو أحد الشروط المسبقة للسماح للفيلم بالمنافسة في «مهرجان كان ».