الافتتاح الليلة... «عالمٌ جديد»

يُفتتح «مهرجان البستان» الليلة بأمسية تكمن أهميّتها في البرنامج أولاً، ثم في الموسيقيين الذين سوف يحيونها. هكذا سنسمع «السمفونية الإسبانية» للمؤلف الفرنسي إدوار لالو الذي يكاد عمله يكون أشهر منه، وهو عبارة عن كونشرتو للكمان تحت مسمّى سمفونية، تشارك في أدائه الكورية/الأميركية إيلي سو (الصورة)، إلى جانب أوركسترا إيطالية بقيادة جيانا فراتا، التي تقود بعد ذلك السمفونية التاسعة للتشيكي دفورجاك. إنه من أشهر الأعمال تاريخياً في فئته، ويحمل عنوان «العالم الجديد»، أي الولايات المتحدة الأميركية التي ألّف دفورجاك سمفونيته المذكورة بعد سفره إليها.

فالنتينا ليسيتسا تؤدّي رخمانينوف (24/2)


تناولنا فالنتينا ليسيتسا (الصورة) في السابق عندما كانت تقوم بمشروع تسجيل وتصوير كل سوناتات بيتهوفن وتنشرها على حسابها على يوتيوب. العازفة الأوكرانية الغزيرة تحلّ ضيفة على «البستان» لتؤدّي الكونشرتو الثاني للبيانو والأوركسترا لرخمانينوف. أما باقي البرنامج فروسي أيضاً، ونسمع فيه بقيادة جيالوقا مارتشيانو «افتتاحية 1812» لتشايكوفسكي (بدون مدافع حقيقة طبعاً!) والـ Polovtsian Dances الشهيرة، من أوبرا «الأمير إيغور» لعالم الكيمياء والمؤلف ألكسندر بورودين.

ناتالي كلاين تعزف كونشرتو إلغار الشهير (25/2)


في الحفلة الثالثة، المشابهة من حيث وجود عازف منفرد من الجنس اللطيف تحديداً، تعود عازفة التشيلّو البريطانية ناتالي كلاين (الصورة) إلى «البستان»، وهذه المرة لأداء التحفة الأشهر في فئتها تاريخياً: كونشرتو التشيلّو للإنكليزي إدوارد إلغار، العمل الذي انتشر بأنامل الراحلة جاكلين دوبريه. على البرنامج الذي يقوده الإيطالي بييرو رومانو، ودائماً على رأس الأوركسترا الإيطالية الزائرة، عمل أوركسترالي لبوتشيني (وهو استثناء عند هذا المؤلف الكبير في مجال الأوبرا) وعملٌ سمفوني لنينو روتّا، المؤلف الذي ارتبط اسمه بمجال السينما خصوصاً.

رونو أيضاً وأيضاً (26 و27/2)


تربط أمير الكمان الفرنسي رونو كابوسون (الصورة) و«مهرجان البستان» علاقة تتخطى العمل. إنها صداقة نُسِجَت عبر السنين، خلال مرور الرجل المتكرر في دورات سابقة. كابوسون يقدّم أمسيتَي موسيقى حُجرة، برفقة زملائه (كمان، فيولا، تشيلّو وبيانو)، الأولى فرنسية نسمع فيها فوريه ورافيل وفرانك، والثانية نمسَوية تغطّي الفترة الممتدّة من القرن الثامن عشر حتى القرن العشرين، ونسمع فيها أعمالاً (بتركيبات مختلفة) لهايدن وموزار ومالر (رباعي البيانو
طبعاً) وكورنغولد.

جورج خباز… غنائياً (4 و5/3)


تحت عنوان «جايي الإيام»، تقام أمسية مخصّصة لأعمال المسرحي جورج خبّاز (الذي بات عضواً في لجنة «البستان» منذ السنة الماضية)، لكن تلك الغنائية. هكذا تؤدّي الفنانة لينا فرح مجموعة من الأغنيات التي كتبها خبّاز للمسرح والسينما، بالإضافة إلى أخرى، قام بتوزيعها جميعها لوكاس صقر، الذي يتولّى العزف على البيانو إلى جانب فرقة موسيقية، علماً أن هذه الباقة تم تسجيلها لتصدر في ألبوم بعنوان «جايي الإيام»، سيقام حفل إطلاقه وتوقيعه خلال اللقاء المرتقب.

أمسية جاز... حقيقية (9/3)


قد تكون هذه المرة الأولى التي ينظّم فيها «البستان» أمسية جاز «حقيقية» إذا صحّ التعبير. في السابق كانت الفرق التي تأتي تحوم حول الجاز، في حين نحن اليوم في قلبه مع عازف البيانو الأميركي البارع أنطوني وونسي (الصورة). فتّش عن السبب: لقد وضع آفو توتنجيان يده في الموضوع، عازف الساكسوفون المعروف بعلاقاته بكبار رموز الجاز. يرافق وونسي كل من داني شكري (درامز) ومكرم أبو الحسن (كونترباص) في تحية لعمالقة البيانو الراحلين: باد باول، وينتون كيلي وماكوي تاينر.

أوتار السلام (12 و13/3)


تركيبة رباعي الوتريات هي الأبرز في موسيقى الحُجرَة الكلاسيكية منذ هايدن. كل فترة يعتزل محاربون قدامى وتنشأ رباعيات جديدة، من أبرزها حالياً «رباعي هيرمس» الفرنسي الذي يقدّم أمسيتَين، الأولى (12/3) يؤدي خلالها رباعي الوتريات المعروف بـ«روزامودنه» لشوبرت (راجع رواية «النفس المحطّمة» للياباني أكيرا ميزوباياشي لمزيد من المتعة) وعملاً للبلجيكي غييّوم لوكو والرباعي الوحيد لرافيل. في الليلة الثانية (13/3) ينضم الأكورديون والكونترباص إلى الرباعي في ريبرتوار معاصر وشعبي، يطاول ريتشارد غاليانو وأستور بياتزولا وجورج غيرشوين وغيرهم.

أوتنزامر… قائداً (15/3)


ليس كل يوم نسمع بعازف كلارينت كبير. عازفو هذه الآلة يبقون غالباً «داخل الأوركسترا»، ومن يودّ الخروج منها، فعلى مسؤوليته، إذ عليه أن يكون بارعاً فوق العادة لكي يستطيع التغريد مستقلاً. آخر الأسماء كان النمسَوي أندرياس أوتنزامر (1989) الذي أصدر عدة تسجيلات عند كبار الناشرين، لكنه يحلّ ضيفاً على «البستان» كقائد أوركسترا (الأمر الذي يمارسه بنجاح متفاوت العديد من العازفين والمغنّين)، لأداء افتتاحية أوبرا «الإيطالي في الجزائر» لروسّيني، والسمفونية الخامسة لشوبرت وكونشرتو الهورن الأول لموزار (على الهورن باولو مندِس)... والسمفونية الثانية لبيتهوفن، التي تشكل تعويضاً عن إحدى الأمسيات التي عطّلها كورونا قبل ثلاث سنوات.

الختام: موسيقى من أجل السلام (19/03)


على رأس أوركسترا أوروبية من تأسيسه، يزور القائد الإيطالي بولو أولمي لبنان لاختتام دورة «البستان» بأمسية تحت عنوان «موسيقى من أجل السلام» بمشاركة عازفين منفردين (عازفو كمان وتشيلّو) نسمع خلالها عملَين لفيفالدي (كونشرتو لأربع آلات كمان، تشيلّو ووتريات وكونشرتو آخر لآلتَي تشيلّو ووتريات) وعملاً لباغانيني للتشيلّو والأوركسترا (راقبوا حركة قوس التشيلّو في هذا العمل!)… وقنبلة الختام: السمفونية الرقم 41، المعروفة باسم «جوبيتير» (المشتري)، وهي آخر عمل من هذه الفئة لموزار، وتاج الإرث السمفوني في القرن الثامن عشر.