يكرّر العاملون في جريدة «اللواء» طرح السؤال نفسه على رئيس التحرير صلاح سلام: هل ستوقف الصحيفة اليومية عددها الورقي قريباً؟ هل ستلتحق «اللواء» التي أُنشئت عام 1963، بزميلتيْها «السفير» التي توقفت عن الصدور عام 2016، و«البلد» التي ودّعت قراءها عام 2017؟ (وغيرهما من المطبوعات التي توقّف نشاطها في السنوات الأخيرة). إقفال «اللواء» خبر ينتشر منذ ثلاثة أشهر تقريباً في الدوائر الإعلامية على خلفية تراجع التمويل المالي للصحيفة، وارتفاع سعر الورق لأسباب عدة، أبرزها الحرب الروسية الأوكرانية التي رفعت كلفة سعر شراء الورق بشكل ملحوظ. لكن وفق الموظفين في الصحيفة، فإنّ رئيس التحرير يمتنع عن إعطاء إجابة حاسمة، مكتفياً بالقول: «عندما ينفد الورق الذي بحوزتي، سأوقف طباعتها»، في إشارة إلى أن جميع الاحتمالات واردة! هذا الوضع الضبابي الذي تعيشه «اللواء»، جعل موظّفيها (40 شخصاً) في حيرة من أمرهم. بعدما شهدت الفترة الأخيرة تعزيز موقع الصحيفة الإلكتروني، اقتصر العدد الورقي منها على ثماني صفحات فقط بعدما كان 24 صفحة!
في هذا السياق، تشير المصادر لنا إلى أن القائمين على الصحيفة لا يتكبّدون مبالغ مالية مرتفعة لإصدار وطباعة عددها الورقي الذي يبلغ 8 صفحات فقط، لكنّ إدارة المطبوعة تتحجّج بأنّ كلفة العدد الورقي باتت مرتفعة مقارنةً بحجم التمويل الخارجي الذي تتلقّاه الصحيفة. وتوضح المعلومات أن «اللواء» كانت ولا تزال تتلقّى تمويلاً من الخليج عموماً، وتحديداً من السعودية، مؤكّدةً استمرارَ التمويل ولو تراجعت أرقامه.
اقتصرت النسخة الورقية على ثماني صفحات فقط


من هذا المنطلق، ترى المصادر أن القائمين على الصحيفة يدرسون مسألة تأخير قرار تجميد عددها الورقي في ظلّ استمرار الدعم المالي الخارجي، خصوصاً أنّ رواتب العاملين فيها لم تواكب الغلاء المعيشي الذي يضرب البلاد، ولا يزال راتب الصحافي في «اللواء» لا يتخطّى خمسة ملايين ليرة لبنانية. وتلفت المصادر إلى أن سلام قرّر تعزيز الموقع الإلكتروني تحسّباً لأي خطوة مستقبلية قد تهدد العدد الورقي. لذلك، طلب من الصحافيين دعم الموقع بالتقارير والأخبار اليومية. من جانبه، يسخر صلاح سلام عند سؤالنا إياه عن احتمال تجميد العدد الورقي، قائلاً: «الموضوع لا يخرج عن نطاق الشائعة حتى الآن»! لكن ماذا عن تعزيز الموقع الإلكتروني؟ يجيب: «بعضهم اعتقد أننا سنجمّد الطباعة الورقية لأننا نهتم بالموقع الإلكتروني لأنّه بات أساسياً. لكن هذا الاهتمام هو أيضاً لصالح العدد الورقي». ويختم سلام، متوقّفاً عند وضع الصحافة اللبنانية: «الإعلام في البلاد يعاني الأمرّين. لم يتركوا لنا أي صحافة. القنوات التلفزيونية تُعيد بثّ البرامج نفسها بسبب تراجع ميزانياتها. كما أن تراجع حجم الإعلانات في البلد يهدّد الصحافة بشكل عام. سعر الورق ارتفع بشكل جنوني، لذلك باتت عملية طباعة الصحيفة مكلفة».